0 00:00:01,23 --> 00:00:08,22 خطاب آية الله العظمى الوحيد الخراساني دام ظله في المدينة المنورة 1 00:00:09,22 --> 00:00:13,16 في سفر العمرة . في شهر رمضان 1427 هـ 2 00:00:14,16 --> 00:00:19,14 بسم الله الرحمن الرحیم 3 00:00:20,00 --> 00:00:31,23 حَريّ بكل صاحب شغل وعمل 4 00:00:32,02 --> 00:00:43,00 أن يكون على معرفة بعمله 5 00:00:43,12 --> 00:00:50,22 عليكم ايها الحشد المتواجدين في هذا المجلس 6 00:00:51,10 --> 00:01:15,05 أن تلتفتوا الى كنه عظمة عملكم ومسؤوليتكم كما ينبغي ويليق 7 00:01:16,01 --> 00:01:22,20 إن تحقق المعرفة بأي أمر تعتمد على ثلاثة أمور 8 00:01:23,12 --> 00:01:33,01 فيما لو أردنا لتلك المعرفة أن تكون كاملة: 9 00:01:33,19 --> 00:01:44,04 الأول: الإلتفات إلى نفس ذلك الأمر. والثاني: الإلتفات الى أصل ذلك الأمر 10 00:01:44,17 --> 00:01:51,15 والثالث: الإلتفات الى نتاج وثمرة ذلك الأمر . 11 00:01:52,03 --> 00:02:00,14 ينبغي عليكم أن تلتفتوا الى نوعية عملكم 12 00:02:01,00 --> 00:02:04,22 أصل ذلك العمل 13 00:02:05,02 --> 00:02:15,09 وما يترتب على ذلك العمل والشغل . 14 00:02:15,23 --> 00:02:19,22 أما بالنسبة إلى عملكم : 15 00:02:24,12 --> 00:02:29,02 فالاضافة تغير 16 00:02:32,16 --> 00:02:44,22 نفس إضافة المضاف تكسبه حيثية المضاف إليه, 17 00:02:45,11 --> 00:02:55,13 وبهذا الملاك فان النكرة تكتسب المعرفة من الإضافة. 18 00:02:55,23 --> 00:03:10,23 فإذا لم يكن حدّ محدود لعظمة المضاف إليه 19 00:03:11,02 --> 00:03:19,09 فلا محالة يتأثر المضاف بتلك الاوصاف بحكم البرهان. 20 00:03:19,22 --> 00:03:29,00 حضراتكم مرشدو ومعلمو الحجيج. 21 00:03:29,11 --> 00:03:35,13 وهذا ليس أمراً بسيطاً. 22 00:03:35,23 --> 00:03:43,08 وعليكم التأمل في ما سأقوله لكم اليوم 23 00:03:43,17 --> 00:03:51,24 والمطالعة حوله ليالي وأياماً. 24 00:03:52,10 --> 00:04:00,13 لتدركوا أهمية عملكم 25 00:04:00,24 --> 00:04:08,01 وحينها سيتضح لكم أمران : 26 00:04:08,12 --> 00:04:15,13 الأول : عظم ثقل هذه المسؤولية. 27 00:04:15,22 --> 00:04:21,09 والآخر: عظم الأجر والثواب. 28 00:04:21,18 --> 00:04:27,14 إنكم مرشدوا جموع الحجيج الذين 29 00:04:27,15 --> 00:04:37,03 هاجروا الى الله والى رسوله . 30 00:04:37,06 --> 00:04:42,14 ان الحجاج الذين يخرجون من بيوتهم 31 00:04:42,20 --> 00:04:52,20 قد أصبحوا من المهاجرين؛ (يهاجرون) 32 00:04:52,23 --> 00:04:56,11 إلى أين تكون هجرتهم ؟ 33 00:04:56,12 --> 00:05:01,24 إلى الله (مكة المكرمة) . 34 00:05:02,07 --> 00:05:06,11 وإلى الرسول (ص) (المدينة المنورة). 35 00:05:06,12 --> 00:05:20,15 فلا محالة إنكم أصحاب الراية لأفواج المهاجرين الى الله ورسوله . 36 00:05:20,18 --> 00:05:27,10 وهذا العمل عمل عظيم . 37 00:05:27,13 --> 00:05:36,10 لا تدرك عمق عظمة هذا العمل. 38 00:05:36,15 --> 00:05:47,22 ولا نتمكن مِن فـَهم حقيقة هذا الأمر 39 00:05:48,02 --> 00:05:52,06 الا إذا فهمنا حقيقة مكة المكرمة 40 00:05:52,09 --> 00:05:54,09 وحقيقة المدينة المنورة. 41 00:05:54,12 --> 00:06:03,08 ونعرف الى من أضيفت هناك , والى من اضيفت هنا. 42 00:06:03,24 --> 00:06:17,07 أما هناك , فتلك الكعبة التي ترشدون الحجاج اليها 43 00:06:17,16 --> 00:06:21,22 فهي الكعبة والبيت الذي 44 00:06:22,02 --> 00:06:30,11 جعله سبحانه للاسلام عَلـَماً 45 00:06:30,20 --> 00:06:35,11 وللعائذین حرما، 46 00:06:35,20 --> 00:06:41,20 فرض حجه و اوجب حقه 47 00:06:42,03 --> 00:06:46,19 وکتب علیکم وفادته 48 00:06:46,21 --> 00:06:55,14 فقال: ولله علی الناس حج البیت 49 00:06:55,19 --> 00:07:00,08 من استطاع الیه سبیلا. 50 00:07:00,12 --> 00:07:09,00 ان العقل ليرتجف من وقع هذه الكلمات ... 51 00:07:09,04 --> 00:07:14,14 واختار من خلقه سُمّاعاً 52 00:07:14,18 --> 00:07:18,01 اجابوا دعوته 53 00:07:18,02 --> 00:07:22,19 وصدّقوا کلمته 54 00:07:22,22 --> 00:07:28,12 ووقفوا مواقف انبیائه 55 00:07:28,15 --> 00:07:32,14 الكعبة , هو ذلك المكان 56 00:07:32,17 --> 00:07:44,09 ووظيفتكم الثقيلة هي تعليم أحكام هذا البيت . 57 00:07:45,07 --> 00:08:00,01 حينما يستفتي زرارة الإمام (ع) في أمور الحج أربعين عاماً . 58 00:08:00,10 --> 00:08:04,21 والسائل هو زرارة بن أعين ! 59 00:08:05,00 --> 00:08:10,17 وهو من أركان الدين . 60 00:08:10,21 --> 00:08:15,20 أوتاد الأرض أربعة: 61 00:08:15,22 --> 00:08:28,12 زرارة، ومحمد بن مسلم، وبرید بن معاویه، وأبو بصیر لیث المرادي. 62 00:08:28,14 --> 00:08:33,24 وزرارة في طليعة هؤلاء . 63 00:08:34,01 --> 00:08:41,08 أربعين سنة يسأل في امور الحج ثم يتعجب من 64 00:08:41,10 --> 00:08:47,02 عدم فناء مسائله ! 65 00:08:47,04 --> 00:08:51,20 فأجابه الإمام بهذه الكلمات : 66 00:08:52,22 --> 00:09:01,18 البيت الذي طيف به قبل آدم بألفي عام 67 00:09:02,00 --> 00:09:08,11 تريد ان تفنى مسائله في أربعين عاماً . 68 00:09:08,14 --> 00:09:12,10 هذه عظمة البيت . 69 00:09:12,13 --> 00:09:22,11 وتبعاً لذلك فإن أحكام هذا البيت مهمة للغاية بتناسب نفس البيت. 70 00:09:22,13 --> 00:09:31,01 واتموا الحج والعمرة لله. 71 00:09:31,03 --> 00:09:36,00 الحج والعمرة ركنان . 72 00:09:36,08 --> 00:09:41,21 أبوابهما المتعددة , أسرار الإحرام, 73 00:09:42,02 --> 00:09:51,04 الدقائق التي في الطواف 74 00:09:51,17 --> 00:09:56,23 والرموز التي في السعي, 75 00:09:57,01 --> 00:10:02,16 والظرائف التي في الوقوفين , 76 00:10:03,01 --> 00:10:12,08 واللطائف التي في أيام التشريق . 77 00:10:12,15 --> 00:10:17,05 هذه وظيفتكم. 78 00:10:17,13 --> 00:10:24,23 والنتيجة هي : أنكم 79 00:10:25,04 --> 00:10:35,10 متعهّدو إدارة المهاجرين الى الله والى الرسول(ص) . 80 00:10:35,19 --> 00:10:47,14 وظيفتكم الثقيلة أمور ثلاثة , التفتوا جيداً : 81 00:10:47,21 --> 00:10:56,03 أولاً : إعرفوا ان جميع المتواجدين في أفواجكم 82 00:10:56,04 --> 00:11:03,04 الذين هم تحت إرشادكم ومسؤليتكم 83 00:11:03,05 --> 00:11:07,16 هم أيتام آل محمد (ص). 84 00:11:13,01 --> 00:11:19,19 وأنتم كفلاء أولئك الأيتام . 85 00:11:20,02 --> 00:11:33,22 وكفالة اليتيم من الأهمية بمكان حيث يقول النبي الخاتم (ص) .. 86 00:11:34,05 --> 00:11:47,18 والنبي الخاتم يعني منتهى نقطة سير الوجود, 87 00:11:48,06 --> 00:11:55,06 ان تلك الشخصية الثاوية هنا هو الخاتم 88 00:11:55,09 --> 00:11:59,19 ومعنى الخاتم: 89 00:11:59,21 --> 00:12:16,06 أن الله قد ختم به تمام نتيجة الخلقة وكلّ سلسلة 90 00:12:16,09 --> 00:12:25,21 نظام التكوين والتشريع بذلك الشخص الثاوي هنا . 91 00:12:25,24 --> 00:12:47,21 هذا النبي العظيم (ص) يقول: انا وکافل الیتیم کهاتین. (وضمّ السبابة إلى الوسطى) 92 00:12:48,05 --> 00:12:50,21 لا يفترقان 93 00:12:51,03 --> 00:12:53,16 وهذا تعبيره (ص). 94 00:12:54,00 --> 00:12:59,05 وهناك حديث عن سيد الشهداء(ع)... 95 00:13:02,12 --> 00:13:14,19 أرفع من كفالة اليتيم, هو عمل مَن يكفل أيتامنا. 96 00:13:15,04 --> 00:13:19,15 يقول سيد الشهداء (ع) : 97 00:13:19,19 --> 00:13:27,24 ان أيتام آل محمد (ص) هم المنقطعين عن إمامهم . 98 00:13:29,00 --> 00:13:35,03 وكفالتهم هي بتعليمهم دينهم. 99 00:13:35,10 --> 00:13:40,20 فاتضح أن وظيفتكم وعملكم هو : 100 00:13:41,02 --> 00:13:50,16 اولاً : قيادة وهداية المهاجرين الى الله والى الرسول. 101 00:13:51,00 --> 00:13:58,00 وثانياً : كفالة أيتام آل محمد (ص). 102 00:14:03,11 --> 00:14:08,13 ان أقواما نزلت بهم النعم 103 00:14:09,00 --> 00:14:19,06 لكنهم لم يعرفوا لها قدرا 104 00:14:19,08 --> 00:14:24,05 ولم يؤدوا شكرها . 105 00:14:24,10 --> 00:14:32,08 إن أهمية هذه النعم التي حالفتكم : 106 00:14:32,12 --> 00:14:40,20 تعرفونها من خلال التفكر بهذه الرواية العجيبة : 107 00:14:41,07 --> 00:14:47,12 خاطب الله موسى بن عمران(ع) : 108 00:14:50,14 --> 00:14:58,03 والمخاطِب هو الله تعالى , والمخاطـَب هو كليم الله . 109 00:14:58,15 --> 00:15:05,24 خاطبه قائلاً : 110 00:15:06,00 --> 00:15:17,14 ياموسى , لئن تـَرُدَّ آبقاً عن بابي 111 00:15:17,24 --> 00:15:31,10 أو ضالاً عن فنائي 112 00:15:31,20 --> 00:15:40,14 أفضل لك من عبادة مائة سنة , 113 00:15:40,23 --> 00:15:54,06 بصيام نهارها (كل تلك السنة) 114 00:15:54,11 --> 00:15:58,21 وقيام ليلها (كل ليالي تلك السنة) 115 00:15:59,02 --> 00:16:04,17 مائة سنة من العبادة المقبولة . 116 00:16:04,22 --> 00:16:10,20 التفتوا جيداً أيها الفضلاء. 117 00:16:11,01 --> 00:16:19,03 أفضل من عبادة مائة سنة...بمثل هذه العبادة المقبولة 118 00:16:19,09 --> 00:16:27,08 فالصوم اذا كان باطلاً لا يسمى عبادة . 119 00:16:27,12 --> 00:16:34,10 والصلاة ان كانت باطلة ليست بعبادة . 120 00:16:34,12 --> 00:16:39,22 فقيد القبول مندرج ضمن جمل الحديث . 121 00:16:40,00 --> 00:16:50,03 فأنى لنا بالصوم المقبول أو بصلاة مقبولة . 122 00:16:50,06 --> 00:16:59,09 فقد جعل الله مائة سنة من الصلاة والصيام المقبول عنده في كفـّة 123 00:16:59,11 --> 00:17:06,10 وردّ الآبق الى بابه تعالى , 124 00:17:06,13 --> 00:17:14,02 أو رد الضال عن فناء الله الى فنائه تعالى 125 00:17:14,03 --> 00:17:20,03 في كفة أخرى وجعل ذلك أفضل من عبادة مائة سنة مقبولة! 126 00:17:20,05 --> 00:17:23,18 فسأل موسى : ومن هذا العبد الآبق يارب ؟ 127 00:17:23,20 --> 00:17:27,08 ومن ذلك الضال عن فنائك ؟ 128 00:17:27,10 --> 00:17:38,10 فقال الله تعالى : الآبق هو العاصي المتمرد, 129 00:17:38,16 --> 00:17:46,19 اذا رددته عن معصيته وتاب وعاد الى بابنا 130 00:17:46,20 --> 00:17:50,17 فهو أفضل لك من عبادة مائة سنة 131 00:17:50,19 --> 00:17:55,12 فسأل موسى : ومن ذلك الضال عن فنائك ؟ 132 00:17:55,13 --> 00:18:02,10 فقال: الجاهل بإمام زمانه, 133 00:18:02,12 --> 00:18:08,14 فاذا عرّفته امام زمانه 134 00:18:08,17 --> 00:18:14,01 وعرفته شريعته 135 00:18:14,03 --> 00:18:18,16 فهو أفضل لك من صلاة وصيام مائة عام. 136 00:18:18,17 --> 00:18:21,01 وهذا هو عملكم . 137 00:18:21,02 --> 00:18:31,24 والآن , كم هو عدد الأفراد الذين بامكانكم قلبهم واصلاح أمرهم في تلك الأفواج ؟ 138 00:18:32,02 --> 00:18:38,08 عليكم الالتفات جيداً إلى أن الزمان مؤثر 139 00:18:38,09 --> 00:18:41,10 والمكان مؤثر . 140 00:18:41,11 --> 00:18:49,02 ان هذا ليس بخطابة وارتجال ؛إنما هو عن برهان 141 00:18:49,04 --> 00:18:53,10 فحينما يقدم الحاج الى المدينة المنورة 142 00:18:53,13 --> 00:18:57,24 فان المكان يؤثر في إنقلاب حاله . 143 00:18:58,03 --> 00:19:00,17 وحينما يقدم الى مكة المكرمة 144 00:19:00,18 --> 00:19:05,11 مطاف الانبياء (ع) 145 00:19:05,13 --> 00:19:12,09 والمكان الذي وقف فيه مائة وأربع وعشرين ألف نبي 146 00:19:12,13 --> 00:19:17,10 فانه يحدث انقلاباً في النفوس 147 00:19:17,12 --> 00:19:23,02 وهذه النفوس التي اليوم هي تحت أيديكم 148 00:19:23,05 --> 00:19:30,19 حينما يقدمون الى هذه البقاع فكأنهم الأرض 149 00:19:30,23 --> 00:19:35,14 التي تهب عليها نسائم الربيع . 150 00:19:35,17 --> 00:19:39,14 فلابدّ أن تكون مهيّئة 151 00:19:39,16 --> 00:19:46,14 فاذا ما ذررتم عليها البذور أثمرت 152 00:19:46,15 --> 00:19:50,06 ولذلك يلزم عليكم التدقيق 153 00:19:50,08 --> 00:19:54,20 وان لا يقرّ لكم قرار لا في ليل ولا في نهار. 154 00:19:54,23 --> 00:19:59,13 لا تعلمون أيّ حظ ّ اصابكم 155 00:19:59,16 --> 00:20:08,14 أن ترجعوا الى اوطانكم وقد عرفتم أحد الحجاج بشريعته وأحكام دينه 156 00:20:08,18 --> 00:20:18,07 أوتعرفو أحدهم بإمام زمانه بعد أن كان جاهلاً به 157 00:20:18,09 --> 00:20:23,07 فكم أجر وثواب هذا العمل ؟ 158 00:20:23,10 --> 00:20:29,00 إن أجره هو أنه اذا ما قامت القيامة 159 00:20:29,04 --> 00:20:33,18 يبعث من قبره على رياش الملائكة 160 00:20:33,19 --> 00:20:45,13 فتحمله الملائكة على اجنحتها من قبره الى مقرّه من الجنان 161 00:20:46,12 --> 00:20:49,01 فلا يعاني من محنة الحساب 162 00:20:49,03 --> 00:20:58,13 ويقولون له : طوباك طوباك. 163 00:20:58,15 --> 00:21:10,20 يا دافع الكلاب عن ايتام آل محمد . 164 00:21:10,23 --> 00:21:16,09 من ان يتلقفوهم ويفترسوهم. 165 00:21:16,12 --> 00:21:25,23 إن وظيفتكم في هذا السفر أمور ثلاثة : 166 00:21:26,01 --> 00:21:30,15 الأول : تعلـّم أحكام الحج. 167 00:21:30,16 --> 00:21:35,00 فهي في غاية الدّقـّة 168 00:21:35,03 --> 00:21:42,21 وعلموهم المسائل بكل دقّة ومتانة ولا تعجلوا 169 00:21:43,03 --> 00:21:49,10 ولا تجيبوا عن أي مسألة إلا بعد تأمل وتدقيق فيها. 170 00:21:49,12 --> 00:21:54,07 فمن الممكن ان تقعوا في الاشتباه... 171 00:21:54,11 --> 00:22:00,22 ذلك الشخص الذي حضر , 172 00:22:00,24 --> 00:22:10,18 ورد في نصوصنا الفقهية الصحيحة في بيان أهمية امر الحج ان 173 00:22:10,20 --> 00:22:14,23 من استطاع الحج ولم يفعل 174 00:22:15,00 --> 00:22:22,21 فانه یموت یهودیا او نصرانیا. 175 00:22:22,23 --> 00:22:26,15 فهذا الحج بهذه العظمة 176 00:22:26,18 --> 00:22:32,02 لو قمتم باعطاء فتوى ما 177 00:22:32,04 --> 00:22:35,13 دون تحقق وتأمل فيها 178 00:22:35,15 --> 00:22:38,08 وفسد ذلك الحج وبطل, 179 00:22:38,12 --> 00:22:40,16 فما النتيجة التي ستحصدونها حين ذاك ؟ 180 00:22:40,19 --> 00:22:52,12 النتيجة هي التالي: كل مفت ضامن . 181 00:22:52,14 --> 00:22:58,01 ويقع ذنبه على عاتق وفي رقبة ذلك المفتي . 182 00:22:58,02 --> 00:23:00,23 هذه هي أهمية هذا الامر. 183 00:23:01,01 --> 00:23:05,01 فالوظيفة الاولى هي تعلـُّم أحكام الحج. 184 00:23:05,03 --> 00:23:11,08 ولا تضعفوا عن ذلك والتفتوا الى الأجر والثواب: 185 00:23:11,09 --> 00:23:20,19 جاءت امرأة الى الصديقة الكبرى(ع), وما أدراك من فاطمة الزهراء؟ 186 00:23:20,24 --> 00:23:25,24 فاطمة الزهراء تلك المرأة التي... 187 00:23:26,02 --> 00:23:32,15 ان غاية درجة العصمة في البشر ان يصلوا الى مقام 188 00:23:32,20 --> 00:23:40,03 يكون غضبهم فيه لله ورضاهم له تعالى 189 00:23:40,05 --> 00:23:44,07 وهذا هو منتهى كمال البشرية 190 00:23:44,09 --> 00:23:51,12 لكن فاطمة بلغت مقاما يغضب الله فيه لغضبها 191 00:23:51,14 --> 00:23:54,04 ويرضى فيه لرضاها 192 00:23:54,07 --> 00:23:57,13 انها تلك الجوهرة التي قال فيها النبي (ص) : 193 00:23:57,15 --> 00:24:03,13 ان الله یغضب لغضبک 194 00:24:03,15 --> 00:24:05,23 و یرضی لرضاک. 195 00:24:05,24 --> 00:24:18,14 لقد اجتمع جميع نقاد الرجال والحديث على مدى الف واربعمائة سنة على 196 00:24:18,15 --> 00:24:24,13 أن يخدشوا في سند هذا الحديث لكنهم عجزوا عن ذلك. 197 00:24:24,15 --> 00:24:33,19 هذا الحديث قطعي الصدور عن خاتم النبيين (ص). 198 00:24:33,21 --> 00:24:36,24 و ما ینطق عن الهوی. 199 00:24:37,01 --> 00:24:45,20 وهذه الجوهرة اصطحبها خاتم الانبياء في المباهلة 200 00:24:45,22 --> 00:24:48,02 اصطحب معه أمير المؤمنين (ع) 201 00:24:48,06 --> 00:24:55,14 والحسنين (ع) اللذان يزين الله بهما عرشه 202 00:24:55,15 --> 00:25:08,18 لكن عليه ان يتمم عناصر تلك المباهلة بـ "نسائنا ونسائكم " 203 00:25:08,19 --> 00:25:14,21 وهذا الجمع "نسائنا " منحصر بفاطمة (ع). 204 00:25:14,22 --> 00:25:22,22 وعلى أي حال فإنها تلك الجوهرة التي دفنت ليلاً سراً 205 00:25:22,24 --> 00:25:29,11 والهبت مشاعر العالم والانسانية 206 00:25:30,10 --> 00:25:38,08 على أي حال, فقد جائتها امراة وسألتها مسالة 207 00:25:38,11 --> 00:25:46,03 فأجابتها فاطمة. ولم تفهم المرأة الجواب 208 00:25:46,07 --> 00:25:51,01 فأعادت عليها السؤال وأجابتها الزهراء (ع). 209 00:25:51,03 --> 00:25:57,07 إلى أن بلغت عشر مرات والزهراء (ع) تجيبها 210 00:25:57,08 --> 00:26:04,08 وفي المرة العاشرة اعتذرت لها المرأة بأني أثقلت عليك 211 00:26:04,09 --> 00:26:10,04 وتلك الكلمات التي قالتها فاطمة ذلك اليوم هي لكم 212 00:26:10,08 --> 00:26:15,06 إنها مدهشة حقا, قالت : 213 00:26:15,09 --> 00:26:22,09 انا من عليه شكرك , هاتي وسلي عما بدا لك 214 00:26:22,12 --> 00:26:30,08 أرأيت من اكتري يوماً ليحمل حملاً ثقيلاً 215 00:26:30,09 --> 00:26:35,07 على أن يصعد به الى سطح 216 00:26:35,09 --> 00:26:44,22 وكراؤه مائة الف دينار أيثقل عليه ؟ 217 00:26:45,01 --> 00:26:48,00 قالت : لا فقالت : 218 00:26:48,02 --> 00:26:54,08 اكتريت انا لكل مسالة 219 00:26:54,10 --> 00:27:00,12 بأكثر من ملء مابين الثرى الى العرش لؤلؤاً . 220 00:27:00,14 --> 00:27:03,02 هذا هو أجركم ايها السادة. 221 00:27:04,00 --> 00:27:13,18 ولذا عليكم التريث والدقة وأن لا تجيبوا إلا ّ بعد التحقيق. 222 00:27:13,20 --> 00:27:17,17 والركن الثاني المهم : 223 00:27:17,19 --> 00:27:30,20 عليكم التسلط على الشبهات التي يلقيها المخالفون 224 00:27:30,22 --> 00:27:44,01 وعليكم بتحليلها وتفنيدها 225 00:27:44,04 --> 00:27:47,17 وحينها كيف ستكون النتيجة؟ 226 00:27:47,19 --> 00:27:51,20 وكم هو أجر ما ستفعلونه ؟ 227 00:27:52,00 --> 00:27:54,09 إن أجر ذلك هو التالي: 228 00:27:54,13 --> 00:28:03,22 ذلك العمل الأول ,وعظمته ,وهذه ثمرته 229 00:28:04,00 --> 00:28:06,21 وهذه هي وظيفتكم الثانية : ـ التسلـّط على الشبهات ـ 230 00:28:06,23 --> 00:28:11,19 فما هي عظمة هذه الوظيفة ؟ وما ثمرتها ؟ 231 00:28:11,21 --> 00:28:17,14 أولاً : إن الشبهة التي تلقى هنا وهناك...التفتوا جيداً 232 00:28:17,16 --> 00:28:25,12 حينما يدخل الميكروب الى بدن الانسان السالم 233 00:28:25,15 --> 00:28:34,20 فان الجهاز المناعي يقوم بمحاربته ودفعه في حال كانت مناعة الانسان قوية 234 00:28:34,21 --> 00:28:37,23 لكن اذا كان ذلك الجهاز ضعيفاً فماذا سيحصل؟ 235 00:28:38,00 --> 00:28:43,15 سوف ينتشر الميكروب في بدنه شاء أم أبى. 236 00:28:43,17 --> 00:28:48,07 ويسري في جميع بدنه شيئا فشيئاً كالجذام 237 00:28:48,08 --> 00:28:56,23 الشبهة في الأرواح والنفوس كالميكروب في الأبدان. 238 00:28:56,24 --> 00:29:02,19 وهذه النفوس الصافية التي تقدم من ايران الى هنا 239 00:29:03,00 --> 00:29:12,06 وهؤلاء الحجيج ذوو القلوب الصافية من جميع الشبهات والكدورات 240 00:29:12,07 --> 00:29:20,04 اذا ما قام احد المفسدين في هذه البقاع بإلقاء شبهة في نفوسهم 241 00:29:20,05 --> 00:29:26,03 تلك النفس ستتأثر بسبب ضعفها 242 00:29:26,04 --> 00:29:31,01 إنها مسؤولية جسيمة, 243 00:29:31,03 --> 00:29:38,23 نعوذ بالله من التقصير في هذا المجال 244 00:29:38,24 --> 00:29:42,05 هذا هو فعل الشبهات. 245 00:29:42,06 --> 00:29:48,12 من هنا كان عليكم التسلط اثناء دراستكم 246 00:29:48,13 --> 00:29:54,15 على الشبهات المطروحة, والرد عليها ودفعها . 247 00:29:54,17 --> 00:29:58,02 فما هو أجر عملكم هذا ؟ 248 00:29:58,03 --> 00:30:03,13 إن أجر ذلك هو : ... دققوا معي مرة اخرى في هذه الرواية 249 00:30:03,14 --> 00:30:11,03 قال (ع) : إذا كان يوم القيامة 250 00:30:11,04 --> 00:30:20,24 فضل العالم على العابد بسبعين درجة 251 00:30:21,01 --> 00:30:32,20 فالفارق بين مقام العالم ومقام العابد سبعون درجة . 252 00:30:32,24 --> 00:30:48,15 بين كل درجتين حضر الفرس سبعين عاما 253 00:30:48,20 --> 00:30:53,15 هذه هي المسافة بين المقامين . 254 00:30:53,18 --> 00:30:57,22 ثم علل ذلك في الرواية 255 00:30:58,00 --> 00:31:07,23 فقد ذكر الإمام العلة في ذلك في الرواية فقال : 256 00:31:07,24 --> 00:31:15,04 ذلك العابد الذي يقضي عمره بالعبادة 257 00:31:15,05 --> 00:31:22,23 وليست بالعبادة الباطلة؛ بل المقبولة عند الله تعالى 258 00:31:22,24 --> 00:31:33,00 مع ذلك فذلك أجره وتلك منزلته 259 00:31:33,03 --> 00:31:35,07 فما هي العلة إذاً في ذلك الفارق بينهما ؟ 260 00:31:35,08 --> 00:31:41,23 العلة التي ذكرها الامام (ع) قال: 261 00:31:41,24 --> 00:31:49,09 إن العابد يقبل على عبادته وعلى نفسه 262 00:31:49,11 --> 00:32:02,16 ولكن العالم أزاح شبهة ً عن مبتلىً بها 263 00:32:02,20 --> 00:32:06,18 إن الشبهة اذا ما دفعتها عن احد 264 00:32:06,22 --> 00:32:18,04 إذا ما صنت فرداً من مرض ما فان ذلك الأجر من نصيبك 265 00:32:18,06 --> 00:32:23,24 وعلى أي حال عليكم معرفة قدر هذه النعمة 266 00:32:24,01 --> 00:32:27,10 هذا هو حجم هذه المسؤولية 267 00:32:27,11 --> 00:32:30,07 وهذا هو الاجر والثواب عليها 268 00:32:30,10 --> 00:32:36,22 عليكم تفهيم الحجاج حقيقة هذه البقاع 269 00:32:36,24 --> 00:32:39,06 وكنه ما فيها 270 00:32:39,09 --> 00:32:43,18 أنا لا أستطيع أن أقول ذلك 271 00:32:43,19 --> 00:32:48,10 لكنني أقول لكم كلمة وهي : 272 00:32:48,11 --> 00:32:53,23 تلك مكة التي لها تلك العظمة 273 00:32:53,24 --> 00:32:57,06 وذلك المقام 274 00:32:57,18 --> 00:33:02,13 و الكعبة التي لها هذه الموقعية وتلك المنزلة 275 00:33:02,17 --> 00:33:05,09 عليكم بالتفكير 276 00:33:05,12 --> 00:33:12,16 لا في يوم أو يومين، بل سنة 277 00:33:12,18 --> 00:33:17,03 ولن نصل الى كنه هذه الأمور 278 00:33:17,05 --> 00:33:26,24 تلك مكة، مع تلك الكعبة وبانيها إبراهيم الخليل 279 00:33:27,01 --> 00:33:33,07 نجد أن الباري عز وجل يخاطب صاحب هذا القبر فيقول: 280 00:33:33,08 --> 00:33:37,07 لا اقسم بهذا البلد 281 00:33:37,08 --> 00:33:50,05 وأنت حلّ بهذا البلد 282 00:33:50,09 --> 00:33:54,13 يقسم الله بمكة 283 00:33:54,14 --> 00:33:59,08 والسبب في قسمه بمكة 284 00:33:59,11 --> 00:34:04,06 ذلك بسبب وجود شخص النبي (ص) فيها . 285 00:34:04,07 --> 00:34:08,08 هذا كلام الله تعالى 286 00:34:08,10 --> 00:34:14,06 فمن هي تلك الشخصية ؟ ومن هو صاحب هذا القبر؟ 287 00:34:14,07 --> 00:34:18,13 الم نشرح لك صدرك. 288 00:34:18,15 --> 00:34:23,01 اقرأوا القرآن لتروا : 289 00:34:23,04 --> 00:34:27,05 وعلـّمك ما لم تکن تعلم 290 00:34:27,08 --> 00:34:32,06 وکان فضل الله علیك عظیما 291 00:34:32,07 --> 00:34:40,07 ذلك الإله العظيم يذكره بالعظمة 292 00:34:40,09 --> 00:34:43,17 ثم يقول تعالى في آخر المطاف: 293 00:34:43,19 --> 00:34:53,05 «و رفعنا لك ذکرك» 294 00:34:53,07 --> 00:34:56,02 فإلى أين رفعه؟ 295 00:34:56,05 --> 00:35:00,09 تأملوا الى اين ارتقى باسمه المبارك 296 00:35:00,11 --> 00:35:04,18 وافهموا حقيقة المقام الذي بلغ ذلك المسمى 297 00:35:04,20 --> 00:35:07,19 ورفعنا لك ذکرك. 298 00:35:07,20 --> 00:35:15,12 لقد رفع اسمه (ص) حتى صار قريناً لاسمه تعالى: 299 00:35:15,14 --> 00:35:19,06 اشهد ان لا اله الا الله 300 00:35:19,08 --> 00:35:23,20 اشهد ان محمدا رسول الله 301 00:35:23,23 --> 00:35:30,13 اننا نقول في كل صلاة: اشهد ان لا اله الا الله 302 00:35:30,14 --> 00:35:32,24 وحده لا شریك له 303 00:35:33,01 --> 00:35:38,06 وأشهد أن محمدا عبده و رسوله. 304 00:35:38,09 --> 00:35:42,23 فصار اسمه (ص) مقارناً لاسمه تعالى. 305 00:35:43,00 --> 00:35:49,01 ينبغي معرفة النسبة بين المسمى والمسمى الآخر 306 00:35:49,02 --> 00:35:51,03 جف القلم . 307 00:35:51,06 --> 00:36:29,19 اللهم کن لولیك الحجة بن الحسن صلواتك علیه وعلی آبائه في هذه الساعة و في کل ساعة ولیا وحافظا وقائدا وناصرا ودلیلا وعینا حتی تسکنه ارضك طوعا وتمتعه فیها طویلا.