0 00:00:02,11 --> 00:00:08,20 بيان آية الله العظمى الوحيد الخراساني دام ظله 1 00:00:09,20 --> 00:00:15,13 في سفره الى مكة المكرمة , شهر رمضان المبارك لعام 1427 للهجرة النبوية 2 00:00:16,05 --> 00:00:20,18 بسم الله الرحمن الرحیم 3 00:00:21,07 --> 00:00:35,22 ان نفس العنوان الذي تلبّس به السادة 4 00:00:36,10 --> 00:00:46,19 رؤساء أفواج حجاج بيت الله الحرام 5 00:00:47,04 --> 00:00:58,21 يكفي في بيان أهمية هذا الأمر 6 00:01:00,13 --> 00:01:13,16 إن القرآن الكريم يشتمل على عبارات وإشارات 7 00:01:14,00 --> 00:01:18,23 ولطائف وحقائق 8 00:01:21,05 --> 00:01:29,12 إنه الكتاب المنزل لعامة الناس 9 00:01:29,15 --> 00:01:38,15 «وَ نَزَّلْنَا عَلَيْك الْكِتَاب تِبْيَاناً لِّكلِّ شىْ‏ءً» 10 00:01:38,23 --> 00:01:47,09 فهو لا محالة هدى للناس 11 00:01:47,15 --> 00:01:52,21 إذ ليس هناك مفهوم أعم من "الناس" 12 00:01:54,02 --> 00:02:00,19 وجميع افراد البشر بمراتبهم المتعددة 13 00:02:00,24 --> 00:02:06,17 يندرجون تحت عنوان الناس 14 00:02:06,22 --> 00:02:22,07 فلا محالة للكتاب المنزل لكافة الناس المراتب التالية بالضرورة والبداهة : 15 00:02:22,12 --> 00:02:29,03 عباراته لعوام الناس 16 00:02:29,08 --> 00:02:34,01 وإشاراته للعلماء 17 00:02:34,06 --> 00:02:40,14 ولطائفه للأولياء 18 00:02:40,17 --> 00:02:45,02 وحقائقه للأنبياء 19 00:02:45,04 --> 00:02:52,23 ولهذا الحديث بحث مفصل 20 00:02:53,02 --> 00:03:04,00 وما اريد قوله هنا أن على العلماء التدقيق في إشارات القرآن الكريم 21 00:03:04,01 --> 00:03:16,21 فقد عنون الباري تعالى موضوع الحج في قرآنه الكريم بنحو 22 00:03:17,00 --> 00:03:25,10 يحيّر ويدهش المتأمل فيه 23 00:03:25,13 --> 00:03:30,08 فقد قال بالنسبة للصيام مثلاً : 24 00:03:30,11 --> 00:03:39,08 «كُتِب عَلَيْكمُ الصيَامُ كَمَا كُتِب عَلى الَّذِينَ مِن قَبْلِكمْ» 25 00:03:39,10 --> 00:03:49,09 لكنه عبر عن الحج بقوله : 26 00:03:49,12 --> 00:03:57,20 «وَ للَّهِ عَلى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ 27 00:03:57,23 --> 00:04:02,19 مَنِ استَطاعَ إِلَيْهِ سبِيلاً» 28 00:04:02,22 --> 00:04:15,10 ثم عقّب ذلك بقوله تعالى " ومن كفر " 29 00:04:15,20 --> 00:04:22,17 معللاً بهذه العلة : 30 00:04:22,20 --> 00:04:28,16 «فَإِنَّ اللَّهَ غَنىُّ عَنِ الْعَالَمِينَ» 31 00:04:28,20 --> 00:04:37,16 ولا نجد هذا التعبير في غيره من الفرائض 32 00:04:37,23 --> 00:04:46,02 وهذه الآية تتعلق بأصل وضع الحج وجعله 33 00:04:46,07 --> 00:04:53,00 وهناك آية أخرى تتعلق باتمام الحج . 34 00:04:53,08 --> 00:04:56,18 فأصل الشيء امر 35 00:04:56,20 --> 00:05:00,13 وإتمامه أمر آخر 36 00:05:00,14 --> 00:05:04,22 وهذا من دقائق القرآن الكريم 37 00:05:04,24 --> 00:05:12,12 أما بالنسبة الى أصل وضع الحج فقد عبر تعالى بقوله : 38 00:05:12,15 --> 00:05:17,19 «وَ للَّهِ عَلى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ 39 00:05:17,21 --> 00:05:22,11 مَنِ استَطاعَ إِلَيْهِ سبِيلاً» 40 00:05:22,13 --> 00:05:32,12 ثم يشير بعد ذلك الى أن الإعراض عن الحج كفر 41 00:05:32,14 --> 00:05:41,11 ثم يعلل ذلك بان " إن الله غني عن العالمين " 42 00:05:42,01 --> 00:05:48,19 وأما الآية التي تتعلق باتمام الحج فهي: 43 00:05:49,01 --> 00:05:56,13 «واتموا الحج والعمرة لله» 44 00:05:56,21 --> 00:06:03,15 وكلام الباري غاية في الدقة والنظم ؛ 45 00:06:03,17 --> 00:06:16,21 فقد شرع بكلمة " الله " في أصل وضع الحج حيث قال "ولله" 46 00:06:16,22 --> 00:06:24,03 وختم بكلمة "لله " . 47 00:06:24,12 --> 00:06:31,00 ينبغي التدقيق في الأمر ,فالمبدأ هو الله 48 00:06:31,03 --> 00:06:33,14 والغاية هو الله . 49 00:06:33,15 --> 00:06:43,20 ولله علی الناس حج البیت من استطاع الیه سبیلا. 50 00:06:43,21 --> 00:06:47,09 هذا ابتداء الأمر 51 00:06:47,11 --> 00:06:54,23 وقوله«واتموا الحج والعمرة لله» ختامه 52 00:06:55,01 --> 00:07:05,10 فقد ابتدا الوضع بـ " لله " وانتهى بـ " لله " 53 00:07:05,11 --> 00:07:10,13 فكلا الآيتين تعنونتا بكلمة " لله " 54 00:07:10,15 --> 00:07:19,09 غاية الأمر أن اللام الأولى للضمان, 55 00:07:19,11 --> 00:07:32,11 واللام الثانية هي لام الداعي والباعث للعمل 56 00:07:32,14 --> 00:07:38,07 وفي كلا اللامين عالم من المعارف 57 00:07:38,08 --> 00:07:48,24 فقوله «و لله علی الناس حج البیت» على نحو الضمان 58 00:07:49,01 --> 00:08:06,07 والضمان والعهدة في الذمة اللذان هما على نحوالدين 59 00:08:06,17 --> 00:08:18,08 وكل الفرائض الإلهية هي ديون من وجهة النظر العلمية الدقيقة . 60 00:08:18,12 --> 00:08:25,06 لكن الاشتغال بها أمر عقلي 61 00:08:25,09 --> 00:08:35,23 ويختلف الأمر بالنسبة لخصوص الحج فهناك اشتغال نقلي بخصوصه 62 00:08:36,00 --> 00:08:45,08 لک علیّ کذا، لی علیک کذا. 63 00:08:45,11 --> 00:08:52,22 هذا هو تعبير القرآ، حيث قال: " لله على الناس " 64 00:08:52,24 --> 00:09:01,14 وهذا التعبير كاشف عن الحق الثابت في الذمة "الدين " 65 00:09:01,17 --> 00:09:11,08 وهذا أمر عقلي تكفل به الدليل النقلي الشرعي 66 00:09:11,11 --> 00:09:15,24 والهدف من ذلك هو الافهام 67 00:09:16,02 --> 00:09:27,04 بأن القضية من قبيل الدين والحق في ذمة الناس 68 00:09:27,05 --> 00:09:35,03 غاية الأمر تقييدها بقاعدة " من استطاع " 69 00:09:35,13 --> 00:09:42,23 ثم يحدد المسالة اكثر حينما 70 00:09:43,00 --> 00:09:51,11 يقرن ترك الحج بالكفر 71 00:09:51,16 --> 00:10:06,10 وهذا التعبير قد ورد في نصوص روايات الصلاة 72 00:10:06,13 --> 00:10:13,09 فعبر عن ترك الصلاة بالكفر 73 00:10:13,12 --> 00:10:27,07 لكن الملفت ورود هذا التعبير في نفس القرآن الكريم بالنسبة لتارك الحج 74 00:10:27,09 --> 00:10:41,17 وقد ذكر المشايخ الأربعة ؛المفيد والكليني,وشيخ الطائفة والشيخ الصدوق هذه الرواية 75 00:10:41,20 --> 00:10:51,08 ونقلوها في كتبهم 76 00:10:51,12 --> 00:11:04,00 وعلاوة على نقل المشايخ الاربعة للرواية فان نفس الرواية معتبرة سندا بحيث 77 00:11:04,01 --> 00:11:14,10 يمكن للفقيه الفتوى على اساسها في المسائل الاحتياطية . 78 00:11:14,13 --> 00:11:20,20 ومتن الرواية على النحو التالي : 79 00:11:20,23 --> 00:11:25,09 من استطاع الحج ولم يحج 80 00:11:25,12 --> 00:11:31,11 ومات ,(يخير) 81 00:11:31,14 --> 00:11:40,10 فليمت إن شاء يهودياً أو نصرانياً . 82 00:11:40,17 --> 00:11:45,24 وهذا يعبر عن أهمية الأمر بالنسبة الى موضوع الحج 83 00:11:46,03 --> 00:12:00,09 فيتضح من هذا النحو من البيان في الآية والرواية 84 00:12:00,10 --> 00:12:09,24 أهمية دور المتصدين لهذه الوظيفة ؛ 85 00:12:10,06 --> 00:12:21,11 فنحن عاجزون عن ادراك أهمية هذا المكان أولاً 86 00:12:21,14 --> 00:12:27,21 وماهية وحقيقة هذا البنيان ! 87 00:12:28,00 --> 00:12:42,00 وما تلك الاحجار المرصوص بعضها على البعض الاخر ؟ 88 00:12:42,03 --> 00:12:55,18 «وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسمَاعِيلُ 89 00:12:55,24 --> 00:13:08,16 رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّك أَنت السمِيعُ الْعَلِيمُ» 90 00:13:08,20 --> 00:13:16,02 لكننا نقول أولا : إن الله قد اختاراثنين من عباده لذلك العمل؛ 91 00:13:16,04 --> 00:13:22,05 الأول: خلیل الله 92 00:13:22,08 --> 00:13:26,21 والثاني: ذبیح الله 93 00:13:26,22 --> 00:13:40,06 ثم حدث ما حدث من أمر الابتلاء: «واذ ابتلی ابراهیمَ ربُه بکلماتٍ فاتمهن» 94 00:13:40,14 --> 00:13:46,19 فجعل من ابراهيم (ع) 95 00:13:46,23 --> 00:13:56,20 العامل والرافع لقواعد هذا البيت بيديه. 96 00:13:56,22 --> 00:14:02,20 وذلك الذبيح الذي خاطبه ابوه : 97 00:14:02,23 --> 00:14:09,01 «انی اری فی المنام انی اذبحک» 98 00:14:09,05 --> 00:14:13,03 كلمات تدهش وتحير . 99 00:14:13,05 --> 00:14:17,23 تصورها سهل 100 00:14:18,00 --> 00:14:25,08 إلا أن إنجازها من الصعوبة بمكان 101 00:14:25,09 --> 00:14:29,14 «یا ابت افعل ما تؤمر 102 00:14:29,17 --> 00:14:35,16 ستجدنی ان شاء‌الله من الصابرین» 103 00:14:35,23 --> 00:14:42,19 وبعد أن أخرجهما من ذلك المحك والاختبار 104 00:14:42,22 --> 00:14:48,14 أمرهما أن يبنيا هذا البيت 105 00:14:48,17 --> 00:14:56,14 هذا البيت الذي لا يدرك ولا يوصف . 106 00:14:56,17 --> 00:15:08,19 والاهم في الأمر أن هاتين الشخصيتين توجها الى الله متضرعين 107 00:15:08,20 --> 00:15:18,08 «ربنا تقبل منا انک انت السمیع العلیم» 108 00:15:18,12 --> 00:15:27,09 وفي نهاية المطاف تبينت أسرار ذلك البيت 109 00:15:30,13 --> 00:15:37,05 إنكم من أهل الفضل وتكفيكم الاشارة 110 00:15:37,15 --> 00:15:43,09 وعليكم التأمل والتفكير بعد ذلك 111 00:15:43,15 --> 00:15:57,03 إن الهدف من الخلقة وثمرة عالم الوجود هو المعرفة والعبادة . 112 00:16:02,07 --> 00:16:06,08 والخلقة انما هي مقدمة 113 00:16:09,12 --> 00:16:13,11 وجميع هذا العالم قشور 114 00:16:13,15 --> 00:16:18,15 والمهم هو العقل وحده 115 00:16:18,19 --> 00:16:23,07 والانسان حامل لذلك العقل 116 00:16:23,08 --> 00:16:28,01 دعامة الإنسان العقل. 117 00:16:28,05 --> 00:16:37,20 لقد رفعت قوائم هذا البيت, وبانيه هو الإنسان 118 00:16:37,22 --> 00:16:45,00 «و سخّر لکم ما فی السماوات و ما فی الارض» 119 00:16:45,03 --> 00:16:53,17 وأوقد مصباح العقل في مخ صاحب (باني) هذا البيت 120 00:16:53,20 --> 00:17:03,09 ووقود هذا المصباح هي المعرفة عن طريق النور 121 00:17:03,11 --> 00:17:10,13 وحرارته الإيمان والعبادة. 122 00:17:10,16 --> 00:17:14,17 وهذا هو الهدف من الخلق. 123 00:17:14,19 --> 00:17:21,15 ومتى تحصل هذه النتيجة ؟ بالبعثة . 124 00:17:24,18 --> 00:17:32,08 والبعثة لا بد من انطلاقها من البداية الاولى 125 00:17:32,11 --> 00:17:39,14 وكمالها وغايتها في وصولها الى مقام الخاتمية, 126 00:17:39,16 --> 00:17:48,00 فالخاتم (ص) هو غاية خلق هذا العالم وثمرته 127 00:17:48,04 --> 00:17:54,17 ويبعث الخاتم (ص) لأجل 128 00:17:54,18 --> 00:18:01,12 إيصال هذه البشرية الى الغاية القصوى التي هي 129 00:18:01,13 --> 00:18:07,05 عبارة عن المعرفة والعبادة 130 00:18:07,08 --> 00:18:11,22 والمهم الآن هو 131 00:18:12,00 --> 00:18:21,20 أن تلك البذرة لغاية الخلق وثمرة البعثة 132 00:18:21,23 --> 00:18:28,14 قد زرعت الى جانب هذا البيت 133 00:18:28,15 --> 00:18:33,07 وهذا سر عظمة هذا البيت . 134 00:18:33,09 --> 00:18:37,24 وهذا ما ينبغي معرفته في حقيقة الكعبة 135 00:18:38,02 --> 00:18:46,14 وحقيقة هذا المكان, وما هو تكليفنا تجاه هذا البناء ؟ 136 00:18:46,16 --> 00:18:54,16 «رَبَّنَا وَ اجْعَلْنَا مُسلِمَينِ لَك 137 00:18:54,18 --> 00:19:02,01 ومِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسلِمَةً لَّك 138 00:19:02,04 --> 00:19:05,20 وأَرِنَا مَنَاسِكَنَا» 139 00:19:05,22 --> 00:19:11,13 عبارات مدهشة ومحيرة . 140 00:19:11,14 --> 00:19:19,23 وبعد أن رفع قواعد البيت بذلك الإخلاص, 141 00:19:19,24 --> 00:19:24,19 نفس ابراهيم واسماعيل , 142 00:19:24,20 --> 00:19:28,01 دون مساعدة أحد آخر 143 00:19:28,03 --> 00:19:32,08 اذا لا لياقة عند الآخرين لهذا المقام 144 00:19:32,10 --> 00:19:37,07 إنما انحصر ذلك في الخليل والذبيح 145 00:19:37,09 --> 00:19:41,22 بعدها دعوا الله 146 00:19:42,04 --> 00:19:47,10 « رَبَّنَا وَ اجْعَلْنَا مُسلِمَينِ لَك 147 00:19:47,11 --> 00:19:54,22 ومِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسلِمَةً لَّك 148 00:19:55,00 --> 00:19:58,06 وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا» 149 00:19:58,09 --> 00:20:05,24 التفتوا جيداً, ولا تستخفوا بمناسك الحج 150 00:20:06,13 --> 00:20:13,01 فقد قال ابراهيم (ع) حينها : 151 00:20:13,03 --> 00:20:17,10 وأَرِنَا مَنَاسِكَنَا» 152 00:20:17,11 --> 00:20:25,15 بين لنا أنت تكاليفنا تجاه هذا البيت 153 00:20:25,17 --> 00:20:34,16 وبعد أن زرع بذور ثمرة الوجود هنا قال: 154 00:20:34,17 --> 00:20:43,14 « رَبَّنَا وَ ابْعَث فِيهِمْ رَسولاً مِّنهُمْ 155 00:20:43,17 --> 00:20:48,08 يَتْلُوا عَلَيهِمْ ءَايَاتِك 156 00:20:48,09 --> 00:20:53,22 وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَاب وَالحِْكْمَةَ 157 00:20:53,23 --> 00:21:01,08 وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّك أَنت الْعَزِيزُ الحَْكِيمُ». 158 00:21:01,09 --> 00:21:06,21 يا له من دعاء , ومن الداعي؟ 159 00:21:06,23 --> 00:21:11,15 دعاء من صاحب تلك السواعد المتعبة 160 00:21:11,16 --> 00:21:15,15 من مثل تلك النفس المخلصة , 161 00:21:15,21 --> 00:21:25,06 حينما تم بناء هذا البيت 162 00:21:25,07 --> 00:21:31,21 القيت هنا بذور كمال الوجود . 163 00:21:31,22 --> 00:21:35,23 هذه الواقعة وردت في سورة البقرة... 164 00:21:36,04 --> 00:21:45,08 التفتوا جيداً .وقد قلت لكم في القرآن إشارات يجب التأمل فيها ... 165 00:21:45,10 --> 00:21:53,10 هذه القصة وردت في سورة البقرة. انتهى الدعاء 166 00:21:53,12 --> 00:21:59,06 والان انتقلوا الى أواخر القرآن الكريم , الى سورة الجمعة 167 00:21:59,10 --> 00:22:03,09 بسم الله الرحمن الرحیم 168 00:22:03,11 --> 00:22:09,19 یسبح لله ما فی السماوات و ‌الارض 169 00:22:09,24 --> 00:22:15,11 الملک القدوس العزیز الحکیم» 170 00:22:15,15 --> 00:22:20,05 والمطلب مهم للغاية لأمور: 171 00:22:20,09 --> 00:22:25,08 أولاً : لانه حينما يبتدا السورة بقوله : 172 00:22:25,09 --> 00:22:33,23 یسبح لله ‌ما فی السماوات و ما فی الارض 173 00:22:34,02 --> 00:22:41,06 ويذكر خمسة من أسماءه تعالى في الآية رقم 5 174 00:22:41,10 --> 00:22:52,16 الله،‌ الملک، القدوس ،‌العزیز، ‌الحکیم، 175 00:22:52,20 --> 00:22:58,15 وقد ذكر تعالى هذه القضية في موردين من القرآن الكريم 176 00:22:58,21 --> 00:23:01,02 أحدها حينما قال: 177 00:23:01,03 --> 00:23:08,06 «هو الذی بعث فی الامیین رسولا منهم 178 00:23:08,10 --> 00:23:11,18 یتلو علیهم آیاته 179 00:23:11,21 --> 00:23:13,17 ویزکیهم 180 00:23:14,15 --> 00:23:18,17 ویعلمهم الکتاب والحکمه 181 00:23:18,19 --> 00:23:23,06 والثاني حينما قال: 182 00:23:23,09 --> 00:23:27,11 «لقد من الله علی المؤمنین 183 00:23:27,13 --> 00:23:32,19 اذ بعث فیهم رسولا من انفسهم 184 00:23:32,21 --> 00:23:38,20 یتلو علیهم آیاته ویزکیهم 185 00:23:38,23 --> 00:23:43,14 ویعلمهم الکتاب و الحکمه» 186 00:23:43,17 --> 00:23:49,08 والمهم ان ذلك كان ما دعى به ابراهيم (ع). 187 00:23:49,09 --> 00:23:55,08 وقد اشارت الآيات في الموردين الى استجابة الله لدعاءه (ع) . 188 00:23:55,12 --> 00:24:03,13 ففي سورة الجمعة التي ذكر الله فيها خمسا من اسماءه كانت الاستجابة بقوله : هوالذي ... 189 00:24:03,15 --> 00:24:08,01 وفي المورد الآخر قال: "لقد من الله ". 190 00:24:08,04 --> 00:24:10,10 والنتيجة هي: 191 00:24:10,13 --> 00:24:14,02 أن بيت الله هو ذلك البيت 192 00:24:14,03 --> 00:24:22,10 الذي أسس فيه مبدأ كمال البشرية. 193 00:24:22,13 --> 00:24:25,22 وهو منتهاه وغايته . 194 00:24:25,24 --> 00:24:32,05 وهو المهم في الأمر. والنتيجة صارت على النحو التالي: 195 00:24:32,07 --> 00:24:41,20 بذرت بذرة النبي الخاتم (ص) في هذا البيت 196 00:24:41,22 --> 00:24:48,19 واينعت ثمارها في نفس هذا البيت أيضاً. 197 00:24:51,24 --> 00:24:58,18 ومن هنا طلعت تلك الشمس التي قال عنها الله : 198 00:24:58,20 --> 00:25:03,03 والشمس وضحاها 199 00:25:03,04 --> 00:25:10,16 " یا ایها النبی انا ارسلناک شاهدا 200 00:25:10,18 --> 00:25:13,17 ومبشرا ونذیرا 201 00:25:13,20 --> 00:25:17,18 وداعیا الی الله باذنه 202 00:25:17,20 --> 00:25:20,06 وسراجا منیرا» 203 00:25:21,03 --> 00:25:27,16 والنتيجة هي: ان الكعبة تعني 204 00:25:27,18 --> 00:25:41,00 المركز الذي ببركته يحصل الغرض والهدف من الخلق والغاية من البعثة . 205 00:25:41,02 --> 00:25:50,00 وما يحير العقول هو أن 206 00:25:50,08 --> 00:25:59,15 الدعاء من ابراهيم (ع), والاجابة من الله وانتهى الأمر 207 00:25:59,17 --> 00:26:05,19 لكن ما هو الهدف والغاية النهائية؟ 208 00:26:06,18 --> 00:26:15,08 الغاية النهائية من البعثة ان تعم 209 00:26:15,12 --> 00:26:18,09 تلاوة آيات القرآن الكريم 210 00:26:18,11 --> 00:26:20,10 والتزكية 211 00:26:20,11 --> 00:26:25,01 والتعليم للكتاب والحكمة 212 00:26:25,04 --> 00:26:30,06 الكرة الارضية وتشملها برمتها 213 00:26:31,06 --> 00:26:37,09 وتتحول بجميع مراتبها من القوة الى الفعل 214 00:26:37,14 --> 00:26:42,14 وكيف يتحقق ذلك ؟ ومتى ؟ 215 00:26:42,16 --> 00:26:44,12 يتحقق ذلك حينما : 216 00:26:44,14 --> 00:26:54,11 «هو الذی ارسل رسوله بالهدی ودین الحق 217 00:26:54,14 --> 00:26:58,09 لیظهره علی الدین کله» 218 00:26:58,10 --> 00:27:06,01 وذلك لابد ان ينطلق من هذا البيت أيضاً 219 00:27:06,02 --> 00:27:14,15 وإنما تفهم عظمة الكعبة حينما 220 00:27:14,18 --> 00:27:24,10 يتضح أن بذر خاتم النبيين (ص) زرع الى جانب هذه الأحجار 221 00:27:25,09 --> 00:27:31,19 وان كمال هذه البعثة الذي يتم بظهور ولي العصر (عج) 222 00:27:31,20 --> 00:27:35,04 لا بد أن يتم ذلك ويتحقق الى جوار هذا البيت 223 00:27:35,07 --> 00:27:40,21 ولا يليق به أيّ مكان آخر على الإطلاق 224 00:27:40,22 --> 00:27:45,07 ويكفينا نفس تصور هاتين الكلمتين : 225 00:27:45,09 --> 00:27:57,09 التي نقلها كل من السنة والشيعة 226 00:27:57,14 --> 00:28:05,15 والعجب أن هذه الرواية هي مورد اتفاق الفريقين 227 00:28:05,18 --> 00:28:11,06 فقد نقلها العامة كما نقلها الخاصة ايضاً. 228 00:28:11,09 --> 00:28:17,00 أن ولي العصر يخرج من الكعبة و 229 00:28:17,03 --> 00:28:23,02 جبرئيل عن يمينه, 230 00:28:23,07 --> 00:28:27,06 وميكائيل عن يساره, 231 00:28:27,10 --> 00:28:31,16 على رأسه غمامة, 232 00:28:31,19 --> 00:28:36,21 فيها مناد ينادي : 233 00:28:36,24 --> 00:28:44,03 هذا المهدی خلیفة الله فاتبعوه. 234 00:28:49,02 --> 00:28:54,05 وماذا يعني كون جبرئيل عن يمينه ؟ 235 00:28:54,06 --> 00:28:58,07 وماذا يعني كون ميكائيل عن يساره ؟ 236 00:28:58,10 --> 00:29:05,05 جبريل الأمين ناموس العلم 237 00:29:05,09 --> 00:29:10,06 وميكائيل ناموس الرزق 238 00:29:10,07 --> 00:29:17,06 ان قوام وجود الإنسان في أمرين : 239 00:29:17,09 --> 00:29:22,17 الرزق المادي من الناحية الجسمية , 240 00:29:22,19 --> 00:29:29,17 والعلوم والكمالات الإنسانية من الناحية المعنوية, 241 00:29:29,20 --> 00:29:35,07 فكون جبرائيل عن يمينه يعني 242 00:29:35,10 --> 00:29:42,02 أن ناموس العلم بيده اليمنى 243 00:29:42,06 --> 00:29:47,00 وكون ميكائيل عن يساره يعني 244 00:29:47,02 --> 00:29:50,08 أن ارزاق العالم بيده . 245 00:29:50,11 --> 00:29:56,08 يظهر (عج) في ذلك البيت على ذلك الحال . 246 00:29:57,09 --> 00:30:01,20 ما هي النتيجة التي نستخلصها مما طرحناه ؟ 247 00:30:01,22 --> 00:30:13,24 النتيجة هي انكم قد عرفتم كلكم ماهية وظيفتكم وانها كلمتين 248 00:30:14,03 --> 00:30:17,14 والكلمتين هما : 249 00:30:17,15 --> 00:30:24,21 أن كل رجل دين مكلف بامر معين ضمن أفواج الحجاج 250 00:30:25,00 --> 00:30:29,11 فوظيفته هي أولاً: 251 00:30:29,13 --> 00:30:36,16 أن يطلع الحجاج على عظمة هذا البيت 252 00:30:36,18 --> 00:30:43,06 اننا لانستطيع في مجلس واحد 253 00:30:43,11 --> 00:30:50,15 بل حتى في مئات المجالس لانستطيع ان نعطي هذا المكان حقه 254 00:30:50,23 --> 00:30:57,13 فكل آية ترونها , كل جملة؛ 255 00:30:57,15 --> 00:31:04,05 «انّ اولّ بیتٍ وضع للناس» بحر من العلوم والمعارف 256 00:31:05,04 --> 00:31:13,00 «ولیطّوّفوا بالبیت العتیق» عالم آخر من العلوم والمعارف 257 00:31:13,04 --> 00:31:19,06 «و اذّن فی الناس بالحج»ملحمة... 258 00:31:20,04 --> 00:31:27,02 كل واحدة من هذه الآيات عالم من العلوم والمعارف. 259 00:31:27,06 --> 00:31:35,19 فعليكم أن تطلعوا الحجاج على عظمة هذا الحج 260 00:31:36,00 --> 00:31:38,16 الحج, هو القصد 261 00:31:39,05 --> 00:31:44,04 والقصد مفهوم تعلقي , 262 00:31:44,15 --> 00:31:48,16 يتقوم بالقاصد والمقصود 263 00:31:48,19 --> 00:31:52,04 القاصد هو أنتم وهؤلاء... 264 00:31:52,08 --> 00:31:56,09 والمقصود ما هو ؟ إنه هذا البيت . 265 00:31:56,12 --> 00:32:01,07 فلا بد من معرفة المقصود 266 00:32:01,09 --> 00:32:07,12 على كل فرد منكم أن 267 00:32:07,13 --> 00:32:18,17 يقوم بتبيين عظمة المقصود (وهي الكعبة) كما يليق به . 268 00:32:18,20 --> 00:32:34,06 وعليكم التعرف على ثمرة هذا القصد وثمرة ذلك المقصود والسعي اليه 269 00:32:34,07 --> 00:32:38,07 وما هي النتيجة ؟ انها على الشكل التالي 270 00:32:38,08 --> 00:32:43,12 من اليوم الاول الذي يتحرك فيه الفوج 271 00:32:43,13 --> 00:32:47,12 الى حين الرجوع 272 00:32:47,14 --> 00:32:55,22 وظيفة كل فرد منكم ان تلفتوا أنظارالأشخاص 273 00:32:55,23 --> 00:33:03,00 الذين هم تحت اشرافكم الى أمرين 274 00:33:03,01 --> 00:33:10,20 كلمتين اثنتين لا أكثر. 275 00:33:10,24 --> 00:33:13,16 ما هما تلكما الكلمتين ؟ 276 00:33:13,18 --> 00:33:17,19 الأولى : مَنْ منه الوجود 277 00:33:17,21 --> 00:33:19,21 وهو الله تعالى 278 00:33:19,23 --> 00:33:24,03 والثانية: مَنْ به الوجود 279 00:33:24,04 --> 00:33:26,24 وهو ولي العصر (عج) 280 00:33:27,00 --> 00:33:36,21 فحينما نعرف سبب بناء هذا البيت 281 00:33:36,24 --> 00:33:42,12 وحينما نعرف مبدأه ومنتهاه 282 00:33:42,15 --> 00:33:51,20 علينا أن نعي أن وظيفتنا تجاه ذلك الحاج الذي يقدم الى مكة ثم يرجع 283 00:33:51,22 --> 00:33:56,02 هي أن نرجعه عارفاً بكلمتين اثنتين : 284 00:33:56,05 --> 00:34:02,04 احداها الله وهو ما منه الوجود, 285 00:34:02,06 --> 00:34:08,08 والأخرى ولي الله وهو ما به الوجود 286 00:34:08,09 --> 00:34:16,05 وكل ما في الوجود انما هو ببركة وجوده 287 00:34:16,07 --> 00:34:22,18 احرصوا على ان تستغلوا جميع مجالسكم 288 00:34:22,19 --> 00:34:31,04 في تثقيف الحجاج بهذه الأمور فانكم 289 00:34:31,06 --> 00:34:37,00 ستتذوقون حلاوة ثمارها فيما بعد 290 00:34:37,02 --> 00:34:40,20 ونذكركم بامر أيضاً؛ 291 00:34:40,21 --> 00:34:49,06 للعلامة , ذلك الجهبذ كتابان ؛ 292 00:34:51,06 --> 00:34:55,16 ولكتبه قيمة خاصة 293 00:34:55,19 --> 00:35:03,16 لكن للاسف فان عظماء الشيعة مجهولو القدر 294 00:35:03,20 --> 00:35:09,13 يقول العامة بشأن العلامة الحلي: 295 00:35:09,15 --> 00:35:12,16 یکتب وهو راکب 296 00:35:12,19 --> 00:35:17,00 ویزاحم بعظمته الکواکب. 297 00:35:17,04 --> 00:35:21,08 والخلاصة أنه فحل الفحول . 298 00:35:21,10 --> 00:35:29,04 هذا الرجل لديه كتاب باسم التبصرة. 299 00:35:29,07 --> 00:35:36,10 كتبه لمقلديه. 300 00:35:36,11 --> 00:35:43,15 وسماه تبصرة العوام 301 00:35:43,18 --> 00:35:51,24 وقد قدم كبار العلماء الشروحات عليه 302 00:35:52,00 --> 00:36:03,01 من العهود الأولى كالمحقق شارح التبصرة 303 00:36:03,02 --> 00:36:08,03 الى العصور المتأخرة كالآغا ضياء . 304 00:36:08,05 --> 00:36:17,01 وكتابه الآخر اسمه التذكرة "تذكرة الفقهاء " 305 00:36:17,03 --> 00:36:22,11 كتب هذا الكتاب للفقهاء 306 00:36:22,13 --> 00:36:32,00 وكلامنا لكم ليس من قبيل التبصرة بل من قبيل التذكرة 307 00:36:32,03 --> 00:36:38,18 نذكركم لا نعلمكم 308 00:36:38,21 --> 00:36:41,07 وفرق بين هذين المصطلحين 309 00:36:41,10 --> 00:36:49,11 فالتعليم أمر والتذكير أمر آخر 310 00:36:49,14 --> 00:36:56,20 ان ما ينبغي ان تستذكروه وتلتفتوا اليه هو هذا الذي أقوله لكم 311 00:36:56,21 --> 00:37:04,18 فانه عصارة عمر غاية الأمر عليكم العمل والتطبيق 312 00:37:04,20 --> 00:37:08,05 لتحصدوا النتاج 313 00:37:08,06 --> 00:37:12,12 عليكم أن تغتنموا كل مجلس يقام 314 00:37:12,13 --> 00:37:20,09 بقراءة زيارة "سلام على آل ياسين " 315 00:37:20,10 --> 00:37:27,09 وليس من الضروري قراءة أدعيتها ؛بل يكفي قراءة نفس الزيارة 316 00:37:27,11 --> 00:37:32,04 فهي الإكسير الأعظم. 317 00:37:32,05 --> 00:37:34,23 لأنه نفسه (ع) قال: 318 00:37:35,01 --> 00:37:43,15 اذا اردت التوجه والتوسل الى الله بنا 319 00:37:43,17 --> 00:37:51,01 فقل : سلام على آل ياسين... 320 00:37:51,02 --> 00:38:02,00 واختموا مجالسكم بالدعاء لإمام الزمان(ع) 321 00:38:02,03 --> 00:38:11,14 حتى يغيّر مجلسكم باشراقة أنواره 322 00:38:11,16 --> 00:38:17,03 فانه من المحال ان تقفوا قبال الشمس 323 00:38:17,04 --> 00:38:20,16 دون ان تكون الشمس قبالكم 324 00:38:20,20 --> 00:38:27,17 فاذا ما توجهتم اليه فانه سيقبل اليكم أيضاً 325 00:38:27,18 --> 00:38:33,14 اشراقته الاكسير الذي يقلب جوهر الامور 326 00:38:33,17 --> 00:38:47,20 قسموا المجالس التي يجتمع فيها افواج الحجاج الى ثلاثة اقسام 327 00:38:47,21 --> 00:38:52,16 قسم لتعليم الأحكام. 328 00:38:52,18 --> 00:38:59,11 وقسم لتهذيب النفس , 329 00:38:59,13 --> 00:39:04,03 وقسم لإحكام العقائد 330 00:39:04,09 --> 00:39:10,24 احرصوا على تقسيم مجالسكم على هذا النحو 331 00:39:11,01 --> 00:39:13,24 فاذا ماتم ذلك كانت تلك المجالس: 332 00:39:14,00 --> 00:39:17,08 فریضةٌ عادلهٌ 333 00:39:17,10 --> 00:39:20,19 سنةٌ قائمهٌ 334 00:39:20,23 --> 00:39:32,13 فقد جمعتم بين الفريضة والسنة والآية المحكمة. 335 00:39:32,17 --> 00:39:39,19 فالآية المحكمة هي إحكام عقائد الناس, 336 00:39:39,22 --> 00:39:46,20 والفريضة العادلة هي تعليم الأحكام الشرعية, 337 00:39:46,22 --> 00:39:51,24 والسنة القائمة هي تهذيب الأخلاق. 338 00:39:52,02 --> 00:40:03,07 واسعوا ان لا تخرجوا عن اثنتين في كلامكم مع الناس: 339 00:40:03,12 --> 00:40:12,14 آية قرآنية أو رواية عن أهل بيت العصمة والطهارة (ع) 340 00:40:12,17 --> 00:40:20,03 «کل ما لم یخرج من هذا البیت فهو باطل» 341 00:40:21,02 --> 00:40:22,21 احرصوا على ذلك... 342 00:40:22,24 --> 00:40:35,14 واعلموا ان التهذيب والتربية لا يتيسر الا بالآيات والروايات فقط. 343 00:40:37,14 --> 00:40:41,21 هذا بالنسبة الى ترتيب المجالس. 344 00:40:41,24 --> 00:40:50,20 فاذا ما تم ذلك لكم فان جميع من كان تحت اشرافكم 345 00:40:51,00 --> 00:40:58,03 سيكونون من جهة العقيدة 346 00:40:58,06 --> 00:41:01,10 ومن جهة العمل 347 00:41:01,12 --> 00:41:04,15 ومن جهة الاخلاق 348 00:41:04,17 --> 00:41:07,04 من المستفيدين 349 00:41:07,07 --> 00:41:13,22 فانه اذا توفر الجذر والساق والاغصان 350 00:41:14,00 --> 00:41:17,13 فالثمرة حاصلة لامحالة. 351 00:41:17,15 --> 00:41:24,24 «الم تر کیف ضرب الله مثلا کلمة طیبة 352 00:41:25,02 --> 00:41:28,05 کشجرة طیبة 353 00:41:28,09 --> 00:41:30,01 اصلها ثابت 354 00:41:30,03 --> 00:41:33,09 وفرعها فی السماء» 355 00:41:33,13 --> 00:41:42,11 وبهذا تكونون قد اتجرتم لأنفسكم من هذا الحج تجارة 356 00:41:42,12 --> 00:41:46,11 لا يقدر ربحها وعطاؤها 357 00:41:46,13 --> 00:41:49,15 لكن يمكن القول بالاجمال: 358 00:41:49,17 --> 00:41:57,08 «تجارة ‌مربحة یسّرها لکم ربکم» 359 00:41:57,17 --> 00:42:00,24 فقدروا قدر هذه النعمة. 360 00:42:01,09 --> 00:42:09,15 أن تكونوا مرشدين لحملات الحج ليست مسألة عادية 361 00:42:09,19 --> 00:42:15,14 ولا استطيع في مجلس او مجلسين ان أبين لكم 362 00:42:15,15 --> 00:42:19,03 أهمية هذا العمل 363 00:42:19,06 --> 00:42:23,12 وماهية الآثار التي تترتب عليه . 364 00:42:23,13 --> 00:42:28,20 لكن باعتباركم من أهل العلم فاني اقول لكم كلمتين : 365 00:42:28,22 --> 00:42:32,10 كلمة من الله تعالى: 366 00:42:32,12 --> 00:42:38,07 «و انذرهم یوم الحسرة اذ قضی الامر» 367 00:42:38,09 --> 00:42:42,15 وكلمة من امير المؤمنين (ع): 368 00:42:42,17 --> 00:42:50,19 «اجتمعت علیهم حسرة‌ الفوت و سکرة الموت» 369 00:42:51,17 --> 00:42:54,02 ما هي هذه الحسرة؟ 370 00:42:54,04 --> 00:43:02,17 هي حسرة توفر الفرصة للانسان 371 00:43:09,13 --> 00:43:09,13 ولم يستفد منها الاستفادة التي كان عليه ان يستفيد منها 372 00:43:11,00 --> 00:43:17,03 وجميع الناس في حسرة يوم القيامة 373 00:43:17,10 --> 00:43:26,03 الذين عملوا (علماً او عملاً) في حسرة 374 00:43:26,06 --> 00:43:32,10 والذين لم يعملوا في تلك الحسرة 375 00:43:32,13 --> 00:43:38,13 فالذين لم يعملوا يتحسرون على خسرانهم 376 00:43:39,12 --> 00:43:45,16 والذين فازوا يتحسرون على الكثير الذي فاتهم 377 00:43:46,00 --> 00:43:52,00 فاعملوا على الاستفادة من كل لحظة من اوقاتكم , 378 00:43:52,06 --> 00:44:01,14 وعلموا الناس الطرق التي تفيدهم في تربية أنفسهم . 379 00:44:01,19 --> 00:44:06,22 لتربية الناس طرق واساليب 380 00:44:07,01 --> 00:44:10,03 وفيها مشكلات . 381 00:44:14,07 --> 00:44:18,18 والطريق الذي ساذكره لكم الآن 382 00:44:18,21 --> 00:44:24,01 وانشاء الله ستعملون به انتم أيضاً 383 00:44:24,03 --> 00:44:27,07 وتلتزموا به من الغد 384 00:44:27,11 --> 00:44:34,12 وأوصوا الحجاج به أيضاً ؛وابدأوا به من الغد؛ 385 00:44:34,15 --> 00:44:44,14 اقرأوا جزأً من القرآن الكريم كل يوم ,وفي الشهر تكونون قد قراتم ختمة لكن عليكم القراءة بهذا النحو: 386 00:44:44,16 --> 00:44:49,17 الشهر الأول وهو هذا الشهر(شهر رمضان) 387 00:44:49,21 --> 00:44:54,07 قوموا بذلك. والا ضاعت منكم الفرصة! 388 00:44:54,11 --> 00:45:01,05 فتبتلون بالحسرة التي لا توصف 389 00:45:01,08 --> 00:45:05,04 ابدأوا من شهر رمضان هذا 390 00:45:05,07 --> 00:45:10,21 اولئك الذين بدأوا برنامجهم القرآني فطوبى لهم . 391 00:45:11,00 --> 00:45:16,08 واما اولئك الذين لم يشرعوا بذلك فليبدأوا في هذا الشهر 392 00:45:16,11 --> 00:45:25,12 بقراءة جزا واحد كل يوم هدية الى سيدنا خاتم النبيين (ص). 393 00:45:25,18 --> 00:45:31,22 ويعيدو الكرة في الشهر الثاني, 394 00:45:32,00 --> 00:45:36,01 ويهدوه الى سيدنا امير المؤمنين (ع). 395 00:45:36,05 --> 00:45:39,22 وهكذا الى إمام الزمان (عج) . 396 00:45:40,01 --> 00:45:42,14 ثم تعيدوا من الاول . 397 00:45:42,16 --> 00:45:46,12 قوموبذلك بانفسكم , 398 00:45:46,16 --> 00:45:51,04 ولقّنوه لجميع الحجاج و 399 00:45:51,05 --> 00:45:54,09 ليشارك الجميع في هذا العمل. 400 00:45:54,12 --> 00:45:56,22 وحينها ما هو الاثر المترتب على ذلك؟ 401 00:45:57,20 --> 00:45:59,15 إن اثره هو... 402 00:45:59,16 --> 00:46:03,20 هو ما سانقله لكم في هذه الرواية 403 00:46:03,24 --> 00:46:12,00 هذه الرواية التي هي من القوة سنداً 404 00:46:12,02 --> 00:46:16,01 ما تجعل الفقيه يفتي على اساسها . 405 00:46:16,04 --> 00:46:23,05 وفرق بين الرواية المنقولة المرسلة 406 00:46:23,11 --> 00:46:32,11 أو المقطوعة أو المسندة لكن السند ليس بحجة 407 00:46:32,14 --> 00:46:41,00 وبين الرواية التي هي مسندة أولاً وسندها قوي في نفس الوقت . 408 00:46:41,08 --> 00:46:48,20 وقوتها أيضاً في مستوى يجعل حتى الفقيه كثير الاحتياط 409 00:46:48,24 --> 00:46:57,12 امثال الشيخ الانصاري يفتي على اساس هذا السند. 410 00:46:57,16 --> 00:47:08,21 والرواية عبارة عن التالي: جاء احدهم الى الاما م(ع) وقال: 411 00:47:09,00 --> 00:47:15,00 لقد ختمت القرآن مرات في شهر رمضان 412 00:47:15,04 --> 00:47:24,12 واهديته لجدك وأبيك ولك 413 00:47:25,16 --> 00:47:33,09 فمالي بهذا ؟ 414 00:47:33,13 --> 00:47:43,20 وبعد أن سأله ذلك السؤال أجابه الإمام (ع) : 415 00:47:43,24 --> 00:47:48,17 لک بهذا أن ‌تکون معهم 416 00:47:48,22 --> 00:48:00,22 لقد أدهشه وحيره. أيكون هذا ياترى أن "تكون معهم " 417 00:48:01,01 --> 00:48:08,13 إن اجرك في قبال عملك هذا ان تكون معهم 418 00:48:08,15 --> 00:48:15,15 في معية خاتم النبيين (شيء يحير العقول) 419 00:48:15,18 --> 00:48:23,24 معية موسى بن جعفر (ان ذا ليدهش العقل) 420 00:48:24,03 --> 00:48:29,00 في معية الامام الرضا(ع) (وهذا مذهل) 421 00:48:29,02 --> 00:48:33,19 نعم! انها الرحمة الواسعة 422 00:48:33,23 --> 00:48:45,20 آمل أن تكونوا من الذين يستفيدون قدر الإمكان وجميع الحجاج من هذا السفر 423 00:48:46,07 --> 00:48:51,14 الوقت ضيق ويكفيكم هذا القدر 424 00:48:51,18 --> 00:49:02,05 ونسال الله تعالى ان يجعلنا من زمرة حجاج هذا البيت 425 00:49:02,09 --> 00:49:07,03 وأن يجعلنا في زمرة المعتمرين 426 00:49:07,06 --> 00:49:13,04 ويقلبكم الى اهلكم مقبولي الأعمال 427 00:49:13,11 --> 00:49:23,10 وآمل ان تختموا مجالسكم بذكر الله وذكر امام الزمان (ع) 428 00:49:23,14 --> 00:49:33,24 لتبقى هذه التحفة ذخراً لكم ولأمواتكم وأولادكم للأبد. 429 00:49:34,04 --> 00:49:40,14 اللهم کن لولیک الحجة بن الحسن 430 00:49:40,18 --> 00:49:45,10 صلواتک علیه وعلی آبائه 431 00:49:46,13 --> 00:49:51,02 فی هذه الساعة وفی کل ساعة 432 00:49:51,04 --> 00:49:54,00 ولیا وحافظا 433 00:49:54,04 --> 00:49:57,16 وقائدا وناصرا 434 00:49:57,19 --> 00:50:00,20 ودلیلا وعینا 435 00:50:00,23 --> 00:50:05,19 حتی تسکنه ارضک طوعا 436 00:50:05,22 --> 00:50:10,13 وتمتعه فیها طویلا. 437 00:50:10,16 --> 00:50:17,17 اللهم اصلح کل فاسد من امور المسلمین 438 00:50:17,21 --> 00:50:27,10 اللهم صل و سلم علی محمد و آل محمد 439 00:50:27,14 --> 00:50:35,19 و‌صل وسلم علی جمیع الانبیاء والمرسیلین 440 00:50:35,22 --> 00:50:42,24 والاوصیاء والشهداء والصدیقین 441 00:50:43,03 --> 00:50:46,17 وعبادک الصالحین 442 00:50:46,20 --> 00:50:53,02 اللهم اغفر للمؤمنین والمؤمنات 443 00:50:54,02 --> 00:50:57,14 والمسلمین والمسلمات 444 00:50:57,21 --> 00:51:02,09 الاحیاء منهم والاموات 445 00:51:02,12 --> 00:51:08,20 تابع اللهم بیننا و بینهم بالخیرات.