0 00:00:08,15 --> 00:00:32,07 محاضرة سماحة آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني في ذكرى شهادة الإمام الصادق عليه السلام. 1 00:00:37,12 --> 00:00:50,10 الأربعاء 22شوال 1429 هـ ق - الموافق لـ 1387/8/1 هـ ش. 2 00:04:55,10 --> 00:05:00,07 كان بحثنا في اسم الله [تعالى]. 3 00:05:05,21 --> 00:05:10,19 أسماء الله تعالى تنقسم الى قسمين: 4 00:05:11,20 --> 00:05:27,22 القسم الأول هو الأسماء اللفظية، والقسم الثاني هو الأسماء التكوينية 5 00:05:28,15 --> 00:05:53,10 اليوم ـ بمناسبة‌ ذكرى شهادة أحد الأسماء الحسنى التكوينية ـ سنتناول في بحثنا هذا الموضوع 6 00:05:57,10 --> 00:06:13,02 و هو ذلك الإسم من اسماء الله التكوينية، الذي قبل مجيئه الى هذه الدنيا 7 00:06:13,18 --> 00:06:21,13 قد B26عيّنَ رسولُ الله ِ اسمَه و 8 00:06:23,20 --> 00:06:29,14 أسماه بالصادق. 9 00:06:32,10 --> 00:06:40,05 وهذه التسميةً في غاية العمق. 10 00:06:44,15 --> 00:06:53,05 «یا أیها الذین آمنوا اتقوا الله و 11 00:06:53,07 --> 00:06:58,06 کونوا مع الصادقین». 12 00:07:00,00 --> 00:07:20,12 وذلك الصادق الأمين-أولُ شخصٍ عالم الوجود-هو الذي اسماه بالصادق 13 00:07:20,14 --> 00:07:29,11 الذي باسمه يتسمى المذهبَ به اليوم، 14 00:07:29,14 --> 00:07:46,13 إلا أنّ الأسف والمرارة تكمن ههنا حيثُ لم يُعرف هذا المذهب ولم يعرف رئيس هذا المذهب. 15 00:07:48,10 --> 00:08:01,23 لكن عظمة هذا المذهب إنما تعلم 16 00:08:02,14 --> 00:08:17,18 حينما يُنظر لكلِّ المذاهب ويقارن بينها وبينه 17 00:08:17,21 --> 00:08:29,07 وعندها سيتضح جلياً ماذا يعني المذهب الجعفري. 18 00:08:35,11 --> 00:08:58,22 مالك بن أنس شخصيًّة، يعبِّر الشافعيُّ - إمام مذهب الشافعيَّة- 19 00:09:01,12 --> 00:09:09,10 عنه بقوله: 20 00:09:09,15 --> 00:09:18,16 مالك نجمٌ لامعٌ في سماء العلماء. 21 00:09:21,06 --> 00:09:39,10 هذا تعبير الشافعي بالنسبة‌ لمالك بن أنس بن مالك 22 00:09:39,20 --> 00:09:55,07 الذي هو إمام المالكية وأعظم فقهاء العامة في دار الهجرة. 23 00:10:00,23 --> 00:10:20,06 وأبو حنيفة النعمان والذي هو الإمام الأعظم للعامة كان في مقابل مالك كما سأذكره لكم 24 00:10:23,17 --> 00:10:29,13 هذه المطالب التي سنذكرها اليوم 25 00:10:30,04 --> 00:10:47,24 فقط في نطاق فكر أمثال الفخر الرازي أو شمس الدين الذهبي. 26 00:10:50,11 --> 00:11:05,12 ولو تأمًّل أهل الإنصاف ومن لديهم الاستعداد والأهلية للعلم والحكمة في هذا المطلب 27 00:11:06,11 --> 00:11:21,13 لأدركوا مدى عمق هذا المطالب 28 00:11:22,04 --> 00:11:32,21 كل ما سنذكره الآن على مستوى من المتانة والقوة بحيث 29 00:11:32,23 --> 00:11:43,03 لم يستطع أحد في مدة 1400 سنة أن يخدش فيه، 30 00:11:43,07 --> 00:11:54,24 لأن ما نقوله الآن، قد رآه إمام الناقدين 31 00:11:55,14 --> 00:12:04,24 ـ الذي يُعدّ في تاريخ العامة الناقد الأول وبلا منازع ـ 32 00:12:05,04 --> 00:12:11,02 و عاين ما نقوله بنظره. 33 00:12:11,09 --> 00:12:25,00 لقد كان أبو حنيفة النعمان يجلس بين يدي مالك جلسة الصبي 34 00:12:25,06 --> 00:12:34,04 هكذا كان حال أبي حنيفة بين يدي مالك. 35 00:12:34,14 --> 00:12:56,20 وبعد الشافعي والإمام الأعظم للعامة ـ أبي حنيفة ـ تصل النوبة لأحمد بن حنبل ـ إمام الحنابلة. 36 00:12:58,04 --> 00:13:08,07 هذه الرواية التي سأتلوها على مسامعكم هي الرواية التي 37 00:13:08,09 --> 00:13:40,02 أحمد بن حنبل ـ إمام المذهب الحنبلي وكل الحنابلة في الحجاز وغيرها من البقاع ـ يرويها عن سُريج بن نعمان. 38 00:13:40,14 --> 00:13:51,19 ولأن البحث في هذا القسم مع أعيان علماء العامة 39 00:13:52,09 --> 00:14:05,21 لذا فإننا سوف نتكلم وفق المسالك المقبولة عندهم. 40 00:14:06,07 --> 00:14:20,15 هذا الرجل هو شخص من شيوخ البخاري ـ صاحب كتاب الصحيح ـ 41 00:14:20,17 --> 00:14:38,12 يعني الراوي الأول هو الشخص الذي يروي عنه صاحب صحيح البخاري. و 42 00:14:38,13 --> 00:14:51,02 تعبير أساطين رجال العامة عنه هو أنّه 43 00:14:51,04 --> 00:15:02,04 ـ " كان ثقة" ولكن أي ثقة ؟ [ثقة عندهم] 44 00:15:02,08 --> 00:15:12,01 هذا هوالشخص الأوّل بعد إمام الحنابلة. 45 00:15:13,08 --> 00:15:22,10 إنه يروي عن عبدالله بن نافع. 46 00:15:22,21 --> 00:15:41,17 عبدالله بن نافع هو الشخص الذي يعبّر عنه الذهبي بـ "الصدوق". 47 00:15:42,11 --> 00:15:49,02 وهو يروي عن مالك بن أنس. 48 00:15:49,09 --> 00:15:55,23 ليدقـِّق أهل الفن جيِّداً. 49 00:15:56,12 --> 00:16:15,17 وليتأمل جميع علماء العامة في كل البلاد الإسلامية في هذه الجُمَل. 50 00:16:15,22 --> 00:16:22,15 ثم ليروا إلى أينَ تـُفضي وإلى أي لازمٍ تنتهي؟ 51 00:16:22,19 --> 00:16:34,09 إذا كان ثمّة شخص معتقد بالقرآن الكريم ومؤمن بالإسلام 52 00:16:34,21 --> 00:16:45,20 {ومن الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} 53 00:16:46,06 --> 00:16:58,17 هذا اليوم هو يوم مقارنة ومقايسة المذهب الجعفري مع كل المذاهب 54 00:16:58,21 --> 00:17:06,04 إن حجتنا إلى‌ هذا الحدّ من القوة. 55 00:17:10,01 --> 00:17:12,13 ما ذا قال مالك؟ 56 00:17:14,10 --> 00:17:41,04 إن ما نقله أحمد بن حنبل عن شيخ البخاري وهو عن عبدالله بن نافع وهو عن مالك بن أنس هذا نصه: 57 00:17:41,10 --> 00:17:52,20 «الله فی السماء وعلمه فی کل مکان». 58 00:17:53,00 --> 00:18:09,07 هذا هو متن الحديث. و هذا عين كلام إمام أئمة العامة: 59 00:18:09,21 --> 00:18:22,07 الله في السماء وعلم الله في كل مكان. 60 00:18:26,13 --> 00:18:39,14 لابد من تحليل هذه الجملة: الله في السماء. 61 00:18:41,16 --> 00:18:56,21 حيث تصبح النسبة بين الله والسماء نسبة الظرف والمظروف. 62 00:18:58,09 --> 00:19:08,02 كل ظرف محيط وكل مظروف مُحاط!! 63 00:19:09,05 --> 00:19:20,01 وفي النتيجة تصبح السماء محيطاً‌ والله محاطاً. 64 00:19:20,08 --> 00:19:27,10 حيث تكون السماء ظرفاً، و يكون الله مظروفاً. 65 00:19:28,10 --> 00:19:35,17 هنا لا بد أن يُعلم ماذا يعني المذهب؟ 66 00:19:36,13 --> 00:19:42,22 وهنا لابد أن تفيق الدنيا وتعلم أنه 67 00:19:42,24 --> 00:20:05,03 لو لم يكُ لسانُ جعفر بن محمد ولو لم يكُ المذهب الجعفري، لم يكن هناك أثرٌ للتوحيد 68 00:20:05,04 --> 00:20:09,08 ولا أثر من التسبيح (سبحان الله) 69 00:20:09,10 --> 00:20:10,10 ولا خبر عن التهليل (لا اله الا الله) 70 00:20:12,23 --> 00:20:13,09 ولا عن التكبير(الله أكبر) 71 00:20:15,06 --> 00:20:15,18 ولا التحميد (الحمد لله). 72 00:20:18,07 --> 00:20:25,19 وبعد أن اتضح هذا المطلب، يتضح أنه 73 00:20:25,21 --> 00:20:32,04 لو لم يكن لم يعرف الله تعالى 74 00:20:32,05 --> 00:20:45,11 «كان الله في السماء» هذه الكلمة التي قالها مالك سَرَت في كل أنحاء الدنيا، 75 00:20:45,13 --> 00:20:56,20 لو أن الفاً من أمثال الفخر الرازي انبعثوا من قبورهم أن لم يستطيعوا أن يقولوا إنها غير موجودة. 76 00:20:56,21 --> 00:21:10,21 هذه [الكلمة] منقولة عن "أحمد بن حنبل" وهو بواسطتين ينقلها عن نفس مالك بن أنس، 77 00:21:10,22 --> 00:21:27,05 مالك الذي هو عند الشافعي نجم سماء جميع علماء أهل السنة. 78 00:21:27,20 --> 00:21:37,08 ومالك الذي يجلس أبو حنيفة بين يديه كالطفل في المرحلة الإبتدائية 79 00:21:37,19 --> 00:21:45,20 شخص بهذه المنزلة هذه عقيدته في الله تعالى !! 80 00:21:47,06 --> 00:22:03,13 لو كان الله تعالى في السماء، فإن لازم ذلك أن يصبح الله تعالى موجوداً متمكناً في مكان، وهذه هي الجسمية بعينها 81 00:22:03,17 --> 00:22:09,00 إذاً لابد أن يصبح الله تعالى جسماً. 82 00:22:09,04 --> 00:22:14,02 و إذا صار جسماً صار مركباً. 83 00:22:14,12 --> 00:22:30,02 ولابد في كل جسم إما أن يتركب من المادة والصورة، أو أن يتركب من أجزاء. 84 00:22:30,03 --> 00:22:38,06 وعلى كل حال فإن الجسمية تساوق التركب. 85 00:22:38,09 --> 00:22:43,17 والمركب محتاج لأجزائه. 86 00:22:43,19 --> 00:22:50,06 وأجزاء المركـَّب تحتاج للمركـِّب. 87 00:22:50,07 --> 00:22:56,07 وعلى هذا يصبح إله مالك فقيراً‌ محتاجاً من جهتين. 88 00:22:58,08 --> 00:23:12,00 إله مالك، و إله أربعة مذاهب، يكون محتاجاً للأجزاء 89 00:23:12,01 --> 00:23:17,09 ويكون أيضاً محتاجاً لمؤلـِّف الأجزاء. 90 00:23:17,10 --> 00:23:22,04 فينقلب الخالق إلى مخلوق. 91 00:23:22,05 --> 00:23:26,24 وينقلب الواجب إلى ممكن. 92 00:23:28,00 --> 00:23:35,03 هذه هي النتيجة الطبيعية للقول: بأن الله في السماء. 93 00:23:35,05 --> 00:23:49,12 فكلُّ مظروفٍ محصورٌ في الظرف. ولا ترديد ولا شك في هذا. 94 00:23:49,15 --> 00:23:59,17 إذا كان الله في السماء فلابد أنه سيكون محصوراً في السماء. 95 00:24:00,02 --> 00:24:04,15 وإذا صار محصوراً فإنه محدود. 96 00:24:04,16 --> 00:24:13,15 وكلُّ محدود محتاج، وكلُّ محدود متناهٍ. 97 00:24:13,18 --> 00:24:18,22 وكذلك هنا ينقلب الخالق مخلوقاً، 98 00:24:19,07 --> 00:24:24,07 فيرجع الواجب ممكناً. 99 00:24:24,08 --> 00:24:31,18 ولا حدَّ للفوضى هنا واللوازم الفاسدة لكن هذا القدر كافٍ . 100 00:24:31,19 --> 00:24:40,07 الجملة الثانية:" علمه في كل مكان" 101 00:24:40,08 --> 00:24:51,10 اللهُ نفسُه في السماء وأما علمه ففي كل مكان . 102 00:24:51,11 --> 00:24:54,12 ما ذا تعني هذه الكلمة؟ 103 00:24:54,21 --> 00:25:01,16 هذه الكلمة تعني فصل العلم عن الله. 104 00:25:01,17 --> 00:25:09,21 الله في السماء وعلمه في كل مكان!!! 105 00:25:10,11 --> 00:25:17,11 ـ[ها هنا] يُثار سؤال، [ولكن أي شخص] يستطيع الإجابة عنه؟ 106 00:25:19,11 --> 00:25:29,18 لو كان ثمّة شخص في أرجاء العالم الإسلامي الكبير له القدرة على 107 00:25:29,20 --> 00:25:34,06 أن ينبس ببنت شفة أمام هذه التساؤلات والمطالب، 108 00:25:34,07 --> 00:25:38,05 ـ [حتماً] إننا لا نعني أن ينسج أحدٌ ما أجوبةً ما لنفسه، بل 109 00:25:38,08 --> 00:25:48,02 يأتي الى هنا ويعرض ما لديه قاطعاً ملتزماً أحدَ الجانبين دون محاولة الالتفاف على الحقيقة. 110 00:25:48,09 --> 00:25:52,04 فإما أن يذعن بوجود ما ذكرناه أو يلتزم نفيه، 111 00:25:52,05 --> 00:26:00,10 فإذا أذعن بوجود ما ذكرناه [ الله في السماء وعلمه في كل مكان]. 112 00:26:02,11 --> 00:26:07,01 اذاً انفصل [علمه] تعالى عن ذاته. 113 00:26:07,02 --> 00:26:16,08 أم+B97ا إذا كان اللهُ تعالى عينَ علمه، كان الله إذاً في كل مكان، لا في السماء فقط. 114 00:26:16,19 --> 00:26:24,08 وإذا كان اللهُ تعالى غيرَ علمه، انفصلت ذاتُه عن العلم. 115 00:26:26,20 --> 00:26:31,09 و[عليه] لم يكُ ثمةَ علمٌ في مرتبة ذاته. 116 00:26:31,20 --> 00:26:35,24 فلو [لم يكُ ثمة علمٌ في تلك المرتبة]، فما الذي سيكون إذاً؟ الجهل! 117 00:26:36,00 --> 00:26:48,20 فصار إلهُ إمام أئمة العامة توأمَ الجهل وعدم العلم. 118 00:26:51,05 --> 00:27:06,05 هذا هو المذهب المتبع في عموم العالم الإسلامي: قائم على فصل علم [الله] عن الله تعالى. 119 00:27:06,21 --> 00:27:19,17 يُسأل من مالك، ويُسأل من أبي حنيفة. ويُسأل من الشافعي. 120 00:27:19,18 --> 00:27:25,09 ويُسأل من أحمد بن حنبل: أنت الذي 121 00:27:25,10 --> 00:27:33,19 نقلت هذه الرواية كمفخرة من مفاخر مالك، 122 00:27:33,20 --> 00:27:37,08 كما [ويسأل] من شمس الدين الذهبي: أنت الذي 123 00:27:37,10 --> 00:27:48,24 أقمت الدنيا ولم تقعدها بين العامة من حيث مكانتك العلمية وقدرتك: 124 00:27:49,01 --> 00:27:51,15 «بماذا تجيبون؟» 125 00:27:51,20 --> 00:28:00,11 إذا كان العلمُ غيرَ الله تعالى [إذاً علمُه تعالى] إما أن يكونَ قديماً أو حادثاً؟ 126 00:28:00,12 --> 00:28:06,06 وكل هذا يدور بين النفي والإثبات. 127 00:28:06,19 --> 00:28:11,19 والشق الثالث غير معقول ههنا. 128 00:28:11,20 --> 00:28:18,05 فإن كان قديماً؛ لزم أن يكون هنالك إلهانِ: 129 00:28:18,15 --> 00:28:25,00 أحدُهما الذاتُ والآخرُ العلم. وهذا شرك. 130 00:28:27,01 --> 00:28:38,15 وإن كان حادثاً فعلم الله إذن ليس قديماً. 131 00:28:39,00 --> 00:28:47,13 ـ[وعليه] كان اللهُ ولم يكُ ثَمّةَ علمٌ، ثُمّ حدثَ العلم. 132 00:28:47,21 --> 00:28:52,05 فمن أين ظهر هذا العلم؟ 133 00:28:53,07 --> 00:28:59,20 ـ [أفهل] أوجد اللهُ علمَه بنفسه؟ 134 00:28:59,21 --> 00:29:05,14 فاقد الشئ لا يعطيه! 135 00:29:05,24 --> 00:29:12,10 ـ [وهل] أوجد علمَ الله غيرُ الله؟ 136 00:29:12,11 --> 00:29:18,07 إذاً أصبح علمُ الله مخلوقَ غير الله. 137 00:29:18,09 --> 00:29:24,20 هذا هو مذهب العامة وأقطابهم. وأما المذهب الجعفري ... 138 00:29:25,05 --> 00:29:37,22 وهنا يلزم البكاء دماً على غربة هذا المذهب وغربة رئيس هذا المذهب . 139 00:29:40,23 --> 00:29:50,22 نكتفي ببضع كلمات: "سبحان"... 140 00:29:50,23 --> 00:30:00,07 كان ذلك بيان مالك، وهذا بيان جعفر بن محمد عليه السلام. 141 00:30:05,07 --> 00:30:11,02 تأمّلوا جيّداً ودقـِّقوا. إذ لا داعي للشرح بعدُ. 142 00:30:11,06 --> 00:30:20,12 لأن أكثركم أساتذة السطوح العالية هنا في قم المقدسة، و 143 00:30:20,17 --> 00:30:28,20 القسم الآخر منكم أساتذة خارج الفقه والأصول. 144 00:30:28,24 --> 00:30:37,22 «سبحان من لا يعلم کيف هو إلا هو». 145 00:30:41,00 --> 00:30:44,10 لا إله إلا الله!!! 146 00:30:44,12 --> 00:30:52,22 «سبحان من لا يعلم کيف هو إلا هو». 147 00:30:53,14 --> 00:31:07,07 منزهٌ ذلك الرب الذي لا يعلم كيف هو إلا هو. 148 00:31:07,08 --> 00:31:19,12 فلا نبي مرسل ولا ملك مقرًّب له طريق ههنا. 149 00:31:19,13 --> 00:31:22,17 هذه هي عظمة هذا المذهب. 150 00:31:22,18 --> 00:31:31,08 ـ" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير". 151 00:31:31,10 --> 00:31:35,19 هنا لا بد من كلمة. 152 00:31:35,20 --> 00:31:49,15 على أنَّ طرفي في الحوار هنا ليس شيخَ الأزهر [بل] طرفي المحاور هو نفس مالك بن أنس. 153 00:31:50,19 --> 00:32:03,05 الموجَ+B154ه ههنا هو نفس الشافعي ونفس أبي حنيفة ونفس أحمد بن حنبل. 154 00:32:05,05 --> 00:32:14,20 أسأل من هؤلاء وأقول: إما أن يكون الله في السماء أو لا يكون. 155 00:32:14,21 --> 00:32:26,14 فإن كان في السماء ... وكما تعترفون أنتم بذلك، و 156 00:32:26,17 --> 00:32:34,16 كما كتب الذهبي وهو في أعلى درجات التنبُّه ومع نظرته الثاقبة. 157 00:32:34,19 --> 00:32:41,15 إذا كان الله تعالى في السماء فإن الشمس [كذلك] في السماء 158 00:32:41,19 --> 00:32:52,02 إذاً أمست الشمس مثلَ الله، والله أمسى مثلَ الشمس،[مع أن الحق] هو «ليس كمثله شيء». 159 00:32:55,03 --> 00:33:01,10 فهذا ما يخالف العقل والوحي صراحة. 160 00:33:01,14 --> 00:33:06,20 فهل هذا مذهبٌ؟َ! وهل هذه ملـّة و نِحلـَة؟! 161 00:33:06,22 --> 00:33:14,07 وهل هذه معرفةٌ بربِّ العالم والآدمية؟ 162 00:33:14,20 --> 00:33:22,09 وأما الإمام الصادق عليه السلام فقال: « ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" 163 00:33:22,10 --> 00:33:26,10 لا يُحد ولا يحس 164 00:33:26,19 --> 00:33:31,20 ولا يُجس ولا يمس 165 00:33:31,21 --> 00:33:35,15 ولا تدركه الحواس 166 00:33:35,16 --> 00:33:39,16 ولا یحیط به شيء». 167 00:33:40,15 --> 00:33:44,04 ليس ثمة ما يحيط به . 168 00:33:45,08 --> 00:33:52,01 يا مالكُ أفِق من رقدتك وانفُض عن بصرك غبار الغفلة!! 169 00:33:52,19 --> 00:33:58,05 لقد جعلت السماء محيطة بالله تعالى. 170 00:33:58,14 --> 00:34:05,09 تعالَ وخذ درساً واسمع ما يقوله جعفر بن محمد: 171 00:34:05,12 --> 00:34:08,15 «ولا یحیط به شيء 172 00:34:09,02 --> 00:34:19,01 إن الله تبارک و تعالی لا یشبه شیئا 173 00:34:19,04 --> 00:34:23,19 ولا یشبهه شيء». 174 00:34:24,12 --> 00:34:30,18 لقد أتى بمعجزِ كشقِّ القمر في كل جملةٍ. 175 00:34:31,12 --> 00:34:42,15 لا يشبه شيئاً، ولا يشبهه شيء. 176 00:34:44,08 --> 00:34:49,14 «وكلّ ...» ههنا عمقٌ: 177 00:34:49,22 --> 00:34:59,03 «و کلُّ ما وقع فی الوهم فهو بخلافه» 178 00:34:59,14 --> 00:35:04,05 إنّ الذي ينقدح في وهم كل متوهم و 179 00:35:04,06 --> 00:35:08,14 والذي يوجد في عقل كل عاقل و 180 00:35:09,00 --> 00:35:20,01 والذي يرتسم في إدراك كل مدرك، فهو ليس سوى مخلوقه وليس هو بخالقه. 181 00:35:20,12 --> 00:35:30,00 إنه تعالى ذاتٌ لا يسعها وهم متوهم، ولا يتصورها B205عقل. 182 00:35:30,01 --> 00:35:39,02 إن العقل يصل فقط إلى آيات حكمته وعلائم قدرته 183 00:35:39,04 --> 00:35:43,23 وإلى‌ مقام إثباته ووجوده. 184 00:35:44,20 --> 00:35:52,03 وليس هذا سوى في حد الخروج من حد التعطيل وحد التشبيه، وليس هو المعرفة. 185 00:35:52,24 --> 00:35:56,17 المهم هو "قوله عليه السلام": 186 00:35:56,19 --> 00:36:04,08 «لم يزل الله عز وجلّ‌ والعلم ذاته» 187 00:36:06,19 --> 00:36:10,04 هذا هو معنى المعرفة. 188 00:36:10,05 --> 00:36:22,24 ذلك يقول: الله في السماء فيما توزّعَ وتفرّقَ علمُه على الأصقاع والبقاع! هنا في المسجد الأعظم و 189 00:36:23,02 --> 00:36:34,04 في باقي المدن والأنحاء. تلك مقولته! أما الصادق عليه السلام فهذه مقولته: 190 00:36:34,05 --> 00:36:43,14 «لم يزل الله عز وجل والعلم ذاته ولا معلوم» 191 00:36:43,16 --> 00:36:56,01 ليس ثمة لأقول ما ضمّنَ عليه السلام هذه الكلماتِ من أغوار وأسرار!!. 192 00:36:56,20 --> 00:37:11,05 تأملوا. ذلك الذي قلتُه، كان عصارةَ معرفة المذاهب الأربعة بالله تعالى و 193 00:37:11,06 --> 00:37:23,23 ما ذكرته عن الإمام الصادق عليه السلام لم يكُ إلا قطرة من المحيط اللامتناهي الذي 194 00:37:23,24 --> 00:37:28,16 أفاضه عليه السلام في المعارف الإلهية. 195 00:37:28,18 --> 00:37:35,04 هذا هو مذهبُه وهذا هو توحيدُه. 196 00:37:36,05 --> 00:37:47,11 أنتم أهل علم وأهلَ فكر فتأمّلوا في رواياته عليه السلام. 197 00:37:47,12 --> 00:37:52,23 فجّروا هذه الأنوار في آفاق الدنيا المعتمة. 198 00:37:53,08 --> 00:38:02,10 وليُقاس وليقارن ما عندهم مع ما عندكم. 199 00:38:02,12 --> 00:38:06,22 ولتنزلوا الميدانَ رجالاً تغمرُهم الثقةُ والفخر بما لديهم. 200 00:38:06,24 --> 00:38:12,17 نفس مالك بن أنس يقول: 201 00:38:12,19 --> 00:38:24,17 لم تقع عيني كلَّ دهري على وجه شخصٍ أفضلَ من جعفر بن محمد. 202 00:38:32,20 --> 00:38:37,24 هذا مذهبه لكنه كان نموذجاً. 203 00:38:38,00 --> 00:38:44,19 نفسه من كان؟ 204 00:38:45,22 --> 00:38:54,12 ذلك العقل الذي فني هكذا في معرفة الله تعالى، 205 00:38:54,14 --> 00:39:10,06 و تلك الإرادة التي انمحت في عبادة الله وفي إرادة الله تعالى حتى 206 00:39:10,07 --> 00:39:22,09 كرَّر"إياك نعبد وإياك نستعين" إلى أن سمعها من قائلها تعالى. 207 00:39:23,02 --> 00:39:26,07 إنه شخص بهذا النحو. 208 00:39:26,09 --> 00:39:37,21 قال صفوان بن يحيى: قال لي العُبيدي إنَّ 209 00:39:37,24 --> 00:39:49,07 امرأتي وأهلي قالت: إني أرغب أن أزور جعفر بن محمد عليه السلام . 210 00:39:49,10 --> 00:39:55,13 فقلت: إنني لا أملك شيئاً للذهاب لهذه الزيارة. 211 00:39:55,14 --> 00:40:07,23 فقالت: إنني أقدم كلَّ حُليّي، فقم أنت وهيء أسباب السفر وانطلق بنا لزيارة الإمام الصادق عليه السلام. 212 00:40:09,02 --> 00:40:17,14 قال: فجعلت حُليَّ ومجوهرات هذه المرأة وسيلة لسفري. 213 00:40:17,19 --> 00:40:28,22 فعندما بلغت مشارف المدينة، سقطت وصارت في حال الاحتضار. 214 00:40:29,00 --> 00:40:34,05 فهرعت مذهولاً إلى الإمام عليه السلام. 215 00:40:34,08 --> 00:40:39,16 فسألني: كيف حالك يا عبيدي؟ 216 00:40:39,18 --> 00:40:48,07 فقلت: أقبلت مع أهلي لزيارتك، فحدث معنا كذا و كذا. 217 00:40:48,10 --> 00:40:53,22 فقال عليه السلام: وهل أنت مغموم لهذا الأمر؟ 218 00:40:53,24 --> 00:40:57,22 فقلت: نعم يا بن رسول الله. 219 00:40:58,12 --> 00:41:12,05 فقال : اذهب الآن، فقد أفاقت زوجتك ولديها خادمة تُلقِمُها الغذاء الفلاني ـ وسمّاه ـ في فمها. 220 00:41:13,18 --> 00:41:20,14 يا قلبَ العالم ويا روحَ جسد الوجود ... 221 00:41:21,05 --> 00:41:32,09 قال: فهرعت مسرعا، ووصلت فوجدت زوجتي في أحسن حال وقد جلست و كانت 222 00:41:32,10 --> 00:41:41,20 كما قال عليه السلام، والخادمة تلقمها ذلك الغذاء الذي ذكره في فيها. 223 00:41:41,24 --> 00:41:44,19 فقلت: ماذا جرى؟ 224 00:41:44,20 --> 00:41:56,24 فقالت: ما جرى: لقد رأيتَ حالتي.. أما وإنه قد أقبل عزرائيل لقبض روحي، وفجأة 225 00:41:57,00 --> 00:42:01,19 رأيت سيداً " وبهذه الصفات" قد دخل. 226 00:42:01,20 --> 00:42:06,08 قال العبيدي: فلما ذكرتْ زوجتي الصفات، 227 00:42:06,09 --> 00:42:14,24 رأيتُ أنه نفسُ ذلك الشخص الذي كنتُ قد أقبلتُ منه لتوّي. 228 00:42:15,00 --> 00:42:23,10 لقد تحدثت المرأة عن لباسه وخصوصياته، ثم تابعت تقول: 229 00:42:23,11 --> 00:42:30,02 لقد دخل. فما إن دخل حتى تلقّاه عزرائيل بالسلام. 230 00:42:31,02 --> 00:42:39,00 فلما سلّم، قال ذلك السيد لعزرائيل: 231 00:42:39,01 --> 00:42:43,21 أولست مأموراً بطاعتنا؟! 232 00:42:44,01 --> 00:42:47,22 فقال: بلى أيها الإمام. 233 00:42:48,04 --> 00:42:57,19 كان نص تعبير عزرائيل هذا: «بلى أيها الإمام. إنني مأمور بطاعتك». 234 00:42:57,24 --> 00:43:01,24 فقال: إنني إذن آمرك أن 235 00:43:02,00 --> 00:43:08,10 تنصرف ولا تدنو من هذه المرأة إلى عشرين سنة قابلة. 236 00:43:08,14 --> 00:43:11,22 هذا هو الصادق نفسه وذلك مذهبه. 237 00:43:12,02 --> 00:43:22,20 لذا يجب على هذه البلاد في يوم شهادته أن تنادي بصوت واحد: يا جعفر بن محمد 238 00:43:23,00 --> 00:43:32,14 ولابد أن يؤدى حق هذا المذهب، وحق رئيس هذا المذهب بالقدر الميسور. 239 00:43:33,04 --> 00:43:43,15 تلك المرأة التي أنفقت حليّها ومجوهراتها لتبلغ شرف زيارته، هكذا كافأها وجازاها. 240 00:43:43,22 --> 00:43:58,00 أيها المعزون في كل أنحاء ايران، إذا أخرجتم مواكب العزاء والندبة يوم شهادته و 241 00:43:58,01 --> 00:44:06,12 ولطمتم رؤوسكم وصدوركم على غربة قبره المهدوم 242 00:44:06,13 --> 00:44:11,13 كيف إذاً سيكون دعاؤه لكم وجزاءُه؟ 243 00:44:11,20 --> 00:44:18,13 اللهم ارحم الصرخةَ التي كانت لنا.